(٢) قال ابن العديم: «وفي أيام نصر اجتمع بجبل السّمّاق قوم يعرفون بالدرزية منسوبون إلى رجل خيّاط أعجمي، وجاهروا بمذهبهم، وخرّبوا ما عندهم من المساجد، ودفعوا نبوّة الأنبياء، وجحدوهم إلاّ الإمام الحاضر الذي يدعو إليه الدرزي، وأحلّوا نكاح المحارم، وتفاقم أمرهم، وتحصّنوا في مغاير شاهقة على العاصي، وانضوى إليهم خلق من فلاّحي حلب، وطمعوا بالاستيلاء على البلاد. فخرج إليهم نقيطا قطبان أنطاكية، وحاصرهم في المغاير، ودخّن عليهم، وساعده على ذلك نصر بن صالح صاحب حلب، ثم التمسوا الأمان بعد اثنين وعشرين يوما، فأخرجوهم بالأمان، وقبضوا على دعاتهم وقتلوهم، وذلك في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وعشرين-