كتاب تاريخ الأنطاكي

[تاريخ الخلفاء الفاطميين] [سنة ٢٦٠ - ٢٨٩ هـ‍.] - [هزيمة زيادة الله وفراره إلى مصر] - ص: 64

[[هزيمة زيادة الله وفراره إلى مصر]]

وسار في خواصّ غلمانه وأصحابه في الليل هاربا إلى مصر، ونهب النّاس بعد هروبه قصوره برقّادة ودور أصحابه السائرين معه وأتوا على جميع ما فيها.

[[سنة ٢٩٠ هـ‍-٢٩٨ هـ‍.]]

[أبو عبد الله الشيعي يدخل رقّادة سنة ٢٩٠ هـ‍.]

ودخل أبو عبد الله إلى رقّادة يوم السبت لعشرة خلون من رجب سنة تسعين ومائتين (١) وأمّن النّاس كافّة، وكاتب أهل البلدان والأعمال التي كانت في طاعة (أبي عبد الله) (٢) زيادة بن الأغلب يجتذبهم إلى طاعته، وزاد في الأذان يوم دخوله «حي على خير العمل»، ومنع من شرب المسكر، وجمع أموال زيادة الله وعبيده، وضرب السّكّة، ولم ينقش عليها اسم أحد، وأقام على ما كان عليه من الحسن (٣) ولم يغيّر أحدا (٤) من أصحابه. وكان أبو العبّاس أخوه قد هرب من جيش زيادة الله (٥) وجعل الرصد عليه، فخاف على نفسه أن يخرج إلى ناحية أخيه أن يظفر به، فتسلّل (٦) إلى سجلماسة، وهرب أليشع بن مدرار من (٧) سجلماسة، وأخرج المهديّ لمحمد (٨) ولده من الحبس،

[إعلان إمامة وخلافة المهديّ سنة ٢٩٦ هـ‍.]

وأظهر أمر المهديّ ذلك اليوم، وهو يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجّة سنة ستّ وتسعين ومائتين، وسلّم عليه بالإمامة والخلافة، وأعلم جماعتهم أنه صاحبهم الذي يدعو إليه، وأمر المهديّ أن يتبع أليشع بن مدرار،

[[مقتل أليشع بن مدرار صاحب سجلماسة]]

فتفرقت العساكر في طلبه، وأعيد هو وجميع أصحابه، وضرب أليشع بالصوط (٩) وطيف (١٠) به بالعسكر بمدينة سجلماسة وقتله وقتل سائر أصحابه

---

(١) في الكامل في التاريخ ٨/ ٤٦ «ودخل رقّادة يوم السبت، مستهلّ رجب من سنة ستّ وتسعين ومائتين». وهو الصحيح. وانظر: عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس، ص-٨٧، والبيان المغرب ١/ ١٥٠.
(٢) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية.
(٣) في نسخة بترو «عليه من الناس».
(٤) في نسخة بترو «يغير ولا غير أحد».
(٥) في نسختي بترو والبريطانية زيادة «برقّادة».
(٦) في النسخة البريطانية «وهرب».
(٧) في نسخة بترو «صباحا إلى».
(٨) في النسخة البريطانية «ومحمد».
(٩) كذا في الأصل والمطبوع، والصحيح «السوط».
(١٠) في الأصل والمطبوع ١٠٧ «وطيق»، والتصحيح من النسخة البريطانية.