للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هنديّ (١) يميل إليه، فدخل أول الليل على مولاه وهو نايم، وهو أعدّ معه سيفا مجرّدا مستورا (٢) في كمّه، وألقا (٣) عند رجليه صبيّا (٤) آخر من رفقايه يغمزه، فارتاع الصبيّ من مشاهدة السيف وحرّك مولاه ليقبضه، فبادر الهنديّ وضرب عزيز الدولة مولاه بالسيف الذي معه ضربة أزعجته، وثنّى بأخرى فأتت عليه] (٥)، وقتل الغلام في الأثر، وذلك ليلة السبت لأربع ليال خلت من ربيع الآخر سنة ثلث عشرة وأربعمائة (٦).

[[بدر غلام فاتك يستولي على قلعة حلب]]

واستولى على القلعة غلام له (٧) يسمّى بدر (٨).


(١) في (ر): «غلاما هنديا».
(٢) في (ر): «سيف مجرد مستور».
(٣) كذا، والصواب «ألقى».
(٤) في (ر): «صبي».
(٥) ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). وفي الأصل وطبعة المشرق ٢٣٩ ورد مكانه «فقتله في ليلة غلام هندي منهم وهو نائم». وفي البريطانية «وكان غلاما هنديا يميل إليه فدخل أول الليل على مولاه فقتله وهو نائم».
(٦) في البريطانية زيادة «وقتل الغلام الهندي الأمير». والخبر في (زبدة الحلب ١/ ٢١٩،٢٢٠): «ولما اطمأنّ عزيز الدولة، بموت الحاكم، ووصلته من الظاهر الخلع من مصر، ودخل غلام له يدعى تيزون، وكان هنديّا، وكان يميل إليه، ودخل في أول الليل عليه، وهو نائم في المركز، وفي يده سيف مجرّد مستور في كمّه ليقتله، فوجد صبيّا من رفقته يغمزه، فلما رآه الصبيّ حرّك مولاه ليوقظه، فبادر الهنديّ وضرب عزيز الدولة فقتله، وثنّى بالصبيّ، وقتل الهندي. وذلك كلّه لأربع ليال خلت من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وعمل شاعره المفضّل بن سعيد: لحمامه المقضيّ ربّى عبده ولنحره المفريّ حدّ حسامه (وانظر: ذيل تاريخ دمشق ٧٢، والنجوم الزاهرة ٤/ ١٩٥) والغلام هو بدر، وتعريف القدماء بأبي العلاء ٥٣٢.
(٧) في (ب): «لعزيز الدولة».
(٨) هو أبو النجم بدر التركي ويعرف ببدر الكبير. كان مملوكا لبنجوتكين مولى عزيز الدولة فاتك. قيل إنه هو الذي حمل تيزون على قتل عزيز الدولة، فلما قتل استولى على البلد يوم الأحد العاشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ولقّب وفيّ الدولة وأمينها. وكان بدر قد كاتب رجلا يقال له ابن مدبّر إلى أن وردت العساكر المصرية من جهة الظاهر، وزعيمها سديد الدولة علي بن أحمد الضيف، فتسلّم حلب من وفيّ الدولة بدر. (زبدة الحلب ١/ ٢٢٠،٢٢١) وانظر: النجوم الزاهرة ٤/ ١٩٥.

<<  <   >  >>