للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مزمع على الغزو [وأنّه صائر إلى بغداد ونافر منها] (١) إلى بلاد الروم، وأنّه صاير إلى بغداد ومنها إلى الروم.

[[استنفار المسلمين لحرب الروم وإظهار السلاح]]

وأنفذ محمد بن بقيّة (٢) إلى بغداد برسالة إلى سبكتكين الحاجب بالتقدّم إليه والاستعداد للغزو معه والتّقدّم إلى أهل البلد بإعداد السلاح والنهوض معه، فوافى ابن بقيّة (٣) إلى بغداد ونادى في العامّة باستعداد ما أطاقوا من قوّة وسلاح وروسل إلى العامة في أن يشهروا السلاح ويسيروا بين يديهم، ليبلغ الروم قوة المسلمين على قصدهم وكثرة الجمع للقائهم. وأظهر الحاجب سبكتكين سلاح عظيم (٤) وآلات للحرب قويّة، وركب معه أبو طاهر وأبو إسحاق أخوا بختيار وجماعة الأمراء والقوّاد، وشقّوا الشوارع والأسواق/١٠١ أ/، وظهر من العامّة الشباب والأجلاد زهاء ستّين ألف رجلا (٥) بالسّلاح، وكان يوما عظيما إلاّ أنّ ذلك عاد بفساد وجرّأت العامّة على إظهار السلاح وقلّة هيبة منهم للسلطان، لإظهار حاجته إليهم والاعتضاد بهم، فتحزّبوا،

[الحرب بين السّنّة والشيعة]

وصار أهل السّنة طائفة، والشيعة طائفة أخرى، ولعن بعضهم بعضا، وتركوا ذكر الروم وأعرضوا عنه جانبا، وأخذ يقاتل بعضهم بعضا (٦)، وصارت بينهم حروب عظيمة، ووقع القتل في الفريقين، وأعجز السلطان ضبطهم (وردعهم) (٧) وصاروا يقطعون الطرق ويأخذون ثياب الناس جهارا بالنّهار ويكبسون دكاكين التجّار ومنازلهم جهارا، وتفاقم الأمر في ذلك وعظم جدّا، ولقي الناس منه شدّة شديدة، وتعطّلت الأسواق.

ووصل عزّ الدولة بختيار إلى بغداد فرجا (٨) أنّ الفتنة تسكن بقدومه


(١) زيادة من نسخة بترو.
(٢) استوزره عزّ الدولة بختيار، وكان أبوه أحد الزرّاعين، وكان هو يتولّى المطبخ لبختيار ويقدّم إليه الطعام ومنديل الخوان على كتفه. (الكامل في التاريخ ٨/ ٦٢٨).
(٣) في طبعة المشرق ١٤٠ «نقية» وهو تصحيف.
(٤) كذا، والصحيح «سلاحا عظيما».
(٥) كذا، والصحيح «رجل».
(٦) في الأصل وطبعة المشرق ١٤١ «بعض» والتصحيح من نسخة بترو.
(٧) ساقطة من النسخة البريطانية.
(٨) في نسختي بترو والبريطانية «فرحى» و «فرجي» وفي طبعة المشرق ١٤١ «فرحا». والصواب ما أثبتناه.

<<  <   >  >>