كتاب تاريخ الأنطاكي

[سنة ٤١٥ هـ‍.] - [مقتل سديد الدولة ابن الضيف] - ص: 391

الضيف (١)،

[[مقتل سديد الدولة ابن الضيف]]

وكان بمصر، وآثر العودة إلى فلسطين بحجّة يكون له في الرجوع. وكان بينه وبين حسّان بن الجرّاح، فكتب إليه ملطّفات بخطّه يشير عليه فيها بأن يعبث في الشام ويفسد لتدعو الضرورة إلى سيره. ووقعت الملطّفات في يد السيّدة عمّة الظاهر، ووقف السديد عليها وقتل بسببها (٢).

وندم بعد ذلك الظاهر على إطلاق حسّان بن الجرّاح، ودسّ عليه سمّا ليقتل به، وانكشف له ذلك، واستوحش، وعادت الحال بينه وبين الظاهر إلى فساد،

[تجديد التحالف بين حسّان بن الجرّاح وسنان بن عليّان مع ابن مرداس]

فجدّد اليمين والموافقة (٣) مع سنان بن عليان-وقد كان صاهره وأعطاه حسّان أخته-مع (٤) صالح بن مرداس على ما تقرّر بينهم متقدّما (٥).

[[هزيمة أنوشتكين الدزبري أمام أمراء عرب الشام]]

وكانت ولاية فلسطين قد ردّت إلى منتخب الدولة نوشتكين البربري (٦)،

---

(١) هو: أبو الحسن علي بن أحمد العجمي المعروف بالضيف. كان واليا على أفامية. ثم عيّنه صالح بن مرداس على حلب في سنة ٤٠٦ هـ‍ فأحسن السيرة في أهلها وردّ عليهم ما كان اغتصبه سيف الدولة الحمداني وولده من أملاكهم، وبالغ في العدل، ولذلك لقّبه الحاكم بأمر الله «سديد الدولة» وثبّته في حلب سنة ٤٠٧ وهو الذي دخلها وتسلّمها من يد وفيّ الدولة بدر الكبير في سنة ٤١٣ هـ‍ (أنظر: زبدة الحلب ١/ ٢١٣ و ٢١٤ و ٢١٦ و ٢٢١).
(٢) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة.
(٣) في (ب): «وجدّد اليمين والموفقة» وما أثبتناه عن الأصل وطبعة المشرق ٢٤٥.
(٤) «ومع» ليست في (ب) وأثبتناها من الأصل.
(٥) في الأصل وطبعة المشرق ٢٤٥ ورد جزء مبتور من النص الذي أثبتناه عن النسخة (ب) وهو: «ثم ان حسانا استوحش منه فجدّد اليمين والموافقة مع سنان، وكان قد صاهره وأعطاه أخته ومع صالح بن مرداش على ما تقرر بينهم متقدّما».
(٦) كذا في (ب)، والكامل في التاريخ ٩/ ٢٣٠، وفيه أيضا «أنوشتكين البريدي» ٩/ ٣٩٢، وفي: المختصر في أخبار البشر ٢/ ١٤١ «الدزبري: بكسر الدال المهملة وسكون الزاي المعجمة وباء موحّدة وراء مهملة وياء مثنّاة من تحت، وهو: أنوش تكين، وكان يلقّب الدزبري، وفي ذيل تاريخ دمشق ٧١،٧٢ «التزبري»، وهو «أنوشتكين أبو منصور الختني» مولى دزبر بن أوسم الديلمي أمير الجيوش. (أمراء دمشق ١٤ رقم ٤٦)، و «أنوشتكين الدزبري» ينسب إلى دزبر بن أوينم الديلمي، وكان ذا شهامة وتقدمة ومعرفة بأسباب الحرب. (وفيات الأعيان ٢/ ٤٨٧ في ترجمة صالح بن مرداس، رقم ٣٠٠)، و «نوشتكين بن عبد الله التركي أمير الجيوش المظفّر، سيف الخلافة، عضد الدولة، أبو منصور الدّزبري» في سير أعلام النبلاء ١٧/ ٥١١ رقم ٣٣٤، وفي تاريخ ابن خلدون ٤/ ٦١ «الدريدي» و «الوزيري»، وفي النجوم الزاهرة ٤/ ٢٥٢ «التزبري»، وانظر: أنوشتكين الدزبري في (زبدة الحلب-