للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[سنة ٤٠٤ هـ‍.]]

[نفي المنجّمين والعفو عنهم]

وتقدّم في المحرّم سنة (أربع و) (١) أربعمائة بنفي سائر المنجّمين وأصحاب الأحكام، فتجمّعوا بأسرهم واستغاثوا إليه، فاستتابهم (٢) واستحلفهم ألاّ يتعرّضوا لعلم أحكام النّجوم ولا يباشروها، ولا ينظروا فيه، ومن كان منهم له عليه رزق أجراه عليه ولم يمنعه إيّاه (٣).

[الحاكم يعتق مماليكه ويحرّرهم]

وفي هذا الشهر أيضا من السنة عتق سائر مماليكه/١٢٣ ب/بأسرهم من الإناث والذكور، وحرّرهم جميعا لوجه الله تعالى، وملّكهم أمر نفوسهم (والتصرّف فيما يملكونه واقتنوه منه ومن أبيه، وفوّض إليهم التصرّف في جميعه بحسب اختيارهم) (٤).

وقد كان قبل ذلك أخرج من قصره جماعة من حظاياه وأمّهات أولاده، مع كثرة شغفه (كان) (٥) بالجماع، بل وغرّق بعضهنّ في صناديق اتّخذها لهنّ وسمّرت عليهنّ وثقّلت بحجارة وألقيت في النيل. وأخذت السيّدة إليها أمّ ولده مع ولدها أبي الحسن عليّ خوفا عليهما منه، ولم يزالا في قصرها بعيدين عنه إلى حين فقده (٦).


= فمضوا وهم يستغيثون في الطرقات. فقريء سجلّ بالقصر فيه الترحّم على السلف من الصحابة والنهي عن الخوض في مثل ذلك. ورأى في طريقه وقد ركب لوحا فيه سبّ على السلف فأنكره ووقف حتى قلع. وتتبّع الألواح التي فيها شيء من ذلك، فقلعت كلها، ومحي ما كان على الحيطان منها حتى لم يبق لها أثر. وشدّد في الإنكار على من خالف ذلك ووعد عليه بالعقوبة». (اتعاظ الحنفا ٢/ ٩٨) وانظر: عيون الأخبار ٢٩٢، والخطط ٤/ ٦٩،٧٠.
(١) ما بين القوسين ليس في (ب).
(٢) في الأصل وطبعة المشرق ٢٠٦ «فاستأمنهم» وما أثبتناه من البريطانية وبترو.
(٣) قال المقريزي: «ونهى عن الكلام في النجوم، فتغيّب عدّة من المنجّمين وبقي منهم جماعة وطردوا، وحذّر الناس أن يخفوا أحدا منهم، فأظهر جماعة منهم التوبة فعفي عنهم وحلفوا ألاّ ينظروا في النجوم». (اتعاظ الحنفا ٢/ ١٠٠) والنجوم الزاهرة ٤/ ١٧٩.
(٤) ما بين القوسين ليس في (ب). والخبر في: اتعاظ الحنفا ٢/ ١٠٠، والدرّة المضيّة ٢٨٨.
(٥) ساقطة من البريطانية.
(٦) هذا الخبر من أوله إلى هنا ليس في (س).

<<  <   >  >>