للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهادي إذا لقوا أصحاب جتكين (١) داعي الدّعاة لعن بعضهم بعضا، ويكفر كل فريق منهما بالآخر. وكان أصحاب الهادي يلقون الحاكم في كلّ يوم في القرافة (٢) للسلام عليه،

[[الحاكم يعتني بالدرزي ويستشيره]]

وهو مع ذلك يعتني بالهادي (٣) ويسأله عن عدد ما حصل في بيته من أهل دعوته، ويظهر منه المشورة بالكثرة. (وظهر مذهب الدّرزيّ واشتهر بين الأنام، وصارت جريدته ستّة عشر ألفا يعتقدون أنّ الحاكم إلاه) (٤).

ووافى في بعض الأيام سبعة أنفار من أصحاب الهادي برقعة إلى قاضي القضاة أحمد بن محمد بن عبد الله (٥) وهو في جامع مصر السّفلاني، وحين تصفّحها لقاها (٦) تشتمل على شيء من كفرهم، فتنكّر منها واستعاذ بالله من مضمونها، وأعلم بذلك من حضر واشتاطوا (٧) غيظا، ووثبوا على السبعة الدّعاة (٨) وقتلوهم [عن آخرهم] (٩)، فأنكر الحاكم على قاضي القضاة ما


= ونحو ذلك. فاستجاب له خلق كثير. فظهر من حينئذ مذهب الدرزية ببلاد صيدا وبيروت وساحل الشام». (اتعاظ الحنفا ٢/ ١١٣).
(١) في البريطانية «خنكين».
(٢) في البريطانية «بالقرافة».
(٣) في (س) «يغشي الهادي».
(٤) كذا، والمصطلح في كتابتها «إله». وما بين القوسين ليس في (ب) والبريطانية.
(٥) هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوام، أبو العباس. أنظر عنه في: اتعاظ الحنفا ٢/ ٢٣ و ١٠٨ و ١١٠ و ١١٨ و ١٤٥ و ١٥٩، والدرّة المضيّة ٢٨٩ و ٣٠٠ و ٣١٤ و ٣٣٩).
(٦) كذا، والصحيح «لقيها».
(٧) كذا، والصحيح «استشاطوا».
(٨) في البريطانية وبترو «انفار».
(٩) زيادة من (س). ولعلّ الرقعة التي أرسلها «الهادي» إلى قاضي القضاة هي رسالة حمزة المؤرّخة في شهر ربيع الأول من السنة الثانية من سنوات حمزة أي سنة ٤٠٩ هـ‍. والتي عنوانها «الرسالة المنفذة إلى القاضي»، يصف فيها قاضي القضاة بالجهل، ويتّهمه بالكفر، ويتعرّض للخلفاء الراشدين، ويذكر في آخر رسالته أنه اجتمع على غلمانه ورسله زهاء مائتين من العسكرية والرعيّة «وما منهم رجل إلاّ ومعه شيء من السلاح، فلم يقتل من أصحابي إلاّ ثلاثة نفر وسبعة عشر رجلا من الموحّدين في وسط مائتين من الكافرين. .». أنظر نصّ الرسالة في كتاب (منتخبات عربية-نشرها سلفستر دي ساسي-ج ٢/ ٢١٣ - طبعة باريس ١٨٠٦، باسم- Chrestomatie

<<  <   >  >>