كتاب تاريخ الأنطاكي

[سنة ٤٠١ هـ‍.] - [الحاكم يغدر بابن جوهر والقاضي عبد العزيز وغيرهما] - ص: 287

نفسه فيه بالوفاء بمضمونه قاضي (١) القضاة مالك بن سعيد بن مالك وجماعة من الأشراف) (٢) فأجابوا إلى الرجوع، ودخلو إلى مصر [في المحرّم سنة ٤٠١] (٣) (وتلقّاهم (٤) سائر أهل المملكة بإذنه، وكتب لهم أيضا أمانا مجدّدا، وضمّنه يمينا مشدّدة، وعهودا مؤكّدة، وأشهد على نفسه بما ثبّت فيه قاضي القضاة مالك بن سعيد وجماعة من شهوده العادلة، وأعاد إليهم سائرة [المأخوذة] (٥) منهم.

[[الحاكم يغدر بابن جوهر والقاضي عبد العزيز وغيرهما]]

وأنفذ الحسين بن جوهر نسخة الأمان إلى مكّة وعلّق بها على الكعبة، تحريصا له على الوفاء بمضمونه، ولم يجد ذلك عليهم نفعا، وغدر بهم في الشهر بعينه من السنة، وقبض على الحسين بن جوهر وعلى عبد العزيز بن النعمان، وقد ركبا إلى القصر واتّصل بأولادهما ذلك، فاستتر جعفر بن الحسين بن جوهر وطلب فلم [يوجد] (٦) ومنعت الطرقات وجهرت (٧)، واستقصى البحث عنه فلم يظفر به، فلمّا آيس منه حضر قاضي القضاة مالك بن سعيد واستحلف (٨) الحسين بن جوهر وعبد العزيز أنهما لا يهربان ولا يتغيّبان ولا يستتران ولا يخرجان (٩) عن البلد، وأيّ وقت استدعيا يحضرا، وأطلق سبيلهما. وظهر جعفر من الاستتار (١٠)، فخلع عليه وطمّنه وآنسه. ولما كان يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة ركب الحسين وعبد العزيز إلى القصر على عادتهما، فقبض عليهما

---

(١) في الأصل وطبعة المشرق ١٩٩ «قاصي»، والتصحيح من البريطانية.
(٢) ما بين القوسين من قوله: «وكتب لهم» حتى هنا ليس في (س).
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية وبترو.
(٤) من هنا حتى قوله «عليهما وقتلا» ساقط من (س) بمقدار ١٤ سطرا. وفيها: «ثم إنه غدر بهم وقتلهم في اليوم الثاني عشر من جمادى الأخرى من السنة ثلاثة وأربعمائة».
(٥) في الأصل وطبعة المشرق ١٩٩ «الموخرة». وما أثبتناه عن البريطانية. وفي نسخة بترو: «ساير الموجود لهم».
(٦) في الأصل وطبعة المشرق ١٩٩ «فلم يجد»، والتصويب من البريطانية.
(٧) في نسخة بترو «وحضرت»، وكذلك في البريطانية.
(٨) في الأصل وطبعة المشرق ١٩٩ «واستخلف»، والتصحيح من البريطانية.
(٩) في الأصل وطبعة المشرق «يتغيبا ولا يستترا ولا يخرجا»، والتصويب من البريطانية.
(١٠) في الأصل وطبعة المشرق «الاستار»، والتصحيح من نسخة بترو والبريطانية.