للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحاكم يسمح للنصارى بالتوجّه إلى بلاد الروم]

وانتهى إليه أنّ جماعة من النّصارى قد استوحشوا وخافت نفوسهم من المقام في بلاده واستثقلوا الغيار، وأنّهم يتسلّلون إلى بلاد الروم سرّا ويبذلون لأصحاب المراكز والطرقات مالا (١) حتى يطلقوهم، فأذن [لهم] (٢) في صفر من السنة بعينها لجماعة النصارى واليهود بسجلّ قريء بالتوجّه إلى بلد الروم بأهلهم وأموالهم وما تحويه أيديهم، والتصرّف في ذلك على حسب اختيارهم آمنين مطمئنّين (٣) إحسانا إليهم ورفقا بهم من غير إكراه لأحد منهم على المسير، بل جعل الاختيار في ذلك إليهم، وكتب بذلك إلى سائر أعماله ومملكته، فامتثل، وانتقل من الشام ومصر وغيرها (٤) من النّصارى الذين ثبتوا على دينهم، ومن الذين أسلموا خلق كثير ظاهرا مكشوفا بعد أن باعوا أملاكهم ورحالاتهم التي ثقل عليهم حملها، ولم يعترضوا في ذلك (٥) ولا فتّش عليهم، فتوجّهوا إلى اللاّذقية وأنطاكية، وإلى غيرهما من بلاد الروم (٦).

...

[إخراج الجيوش لقتال المفرّج بن دغفل]

فأمّا (٧) المفرّج بن دغفل بن الجرّاح فأقام محتويا على الشام [متملّكا له] (٨) سنتين وخمسة أشهر، ولم يسيّر إليه الحاكم في مدّتها لا جيشا ولا عسكرا إلى المحرّم سنة أربع وأربعمائة، فسيّر للقائه عليّ بن فلاح الملقّب قطب الدولة في جيش كبير جمع فيه معظم رجال مملكته، وكوتبت الجيوش التي (٩) كانت بدمشق والسواحل بلقائه [أيضا] (١٠)، وسارت العساكر من الجهتين نحوه،

[موت المفرّج بن دغفل]

فاتّفق في الحال أن مات المفرّج بن دغفل بن الجرّاح، فلمّا


(١) في نسخة بترو «جملا».
(٢) زيادة من البريطانية.
(٣) في طبعة المشرق ٢٠٧ «مطمأنين».
(٤) في البريطانية «وغيرهما».
(٥) في البريطانية: «ولم يتعرّضوا في شيء من ذلك».
(٦) اتعاظ الحنفا ٢/ ١٠٠.
(٧) من هنا حتى قوله: «حديدي تحته». مقدار (١٩) سطرا ليست في (س).
(٨) زيادة من بترو.
(٩) في الأصل وطبعة المشرق ٢٠٧ «الذي»، والتصحيح من البريطانية.
(١٠) زيادة من البريطانية وبترو.

<<  <   >  >>