للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأكسفاوس وألزمه ديرا خارج القسطنطينية، وراعى له سالف/١٣٥ ب/ خدم تقدّمت منه إليه في مدّة غزواته معه في البلغرية، ولأنه أيضا كان قد غلب عليه الخلط السّوداوي. ويعرض له منه في بعض الأوقات ضرب من المالنخوليا (١) أبقى عليه وقبض على نعمه وأمواله ولم يزل (٢) يراعيه ويهتمّ به ممّا يحتاج إليه من أسبابه.

[عمّة الظاهر توفد بطريرك بيت المقدس إلى القسطنطينية]

ومع معرفة السيدة عمّة الظاهر باستظهار الملك على ملك الأبخازي وتعويله على العودة إلى بلاده تقدّمت بمسير نيقيفور بطريرك بيت المقدس إلى حضرة الملك، ليطالعه بعودة الكنائس، وتجديد كنيسة القيامة المقدّسة ببيت المقدس، وسائر البيع في جميع بلاد مصر والشام، ورجوع أوقافها إليها، واستقامة أمور النّصارى الذين تحت قبضتهم وحفظهم وصيانتهم، وأن يطلق المتاجرة من الروم إلى بلادهم، وقبول من يرد من بلاد الإسلام إلى أعمالهم. وشرع في استيثاق المسألة والموادعة، ولم يكن معه مكاتبة في ذلك. ولقي البطريرك الملك وقد وصل من غزاته وهو عائد إلى القسطنطينية، ودخل معه إليها، واستكشف أفسطاثيوس بطريرك القسطنطينية من نيقيفور بطريرك أورشليم أمانته فأوضحها له، وألفاها بحسب الرأي الأرتودكسي، فطالع الملك بذلك، وأجرى الأمر في رفع اسمه في القسطنطينية وأنطاكية على ما كان عليه قبل وصوله.

[[سنة ٤١٥ هـ‍.]]

[وفاة عمّة الظاهر وعودة البطريرك إلى طرابلس]

واتّفق أن توفّيت السيدة عمّة الظاهر في هذه السنة، وانتهى ذلك إلى الملك، فأعلم البطريرك المرسل أنّ التي أرسلته قد توفّيت، ولا وجه للجواب عمّا ورد فيه، وتقدّم إليه في العودة، فعاد إلى أنطاكية، وسار منها إلى طرابلس في صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة (٣).

[قطبان أنطاكية يعمّر مرقيّة والمسلمون يعمّرون العلّيقة]

وفي هذه السنة سار قسطنطين الدلاسينوس قطبان أنطاكية إلى مدينة


(١) في (ر): «المناخوليا»، وفي البريطانية «الماليخوليا».
(٢) من هنا يبدأ النقص في (ر) والبريطانية، حتى قوله: «وتنيّح»، بمقدار (٣٠) سطرا.
(٣) تاريخ طرابلس السياسي والحضاري ١/ ٣١٢.

<<  <   >  >>