للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنعم عليه، فلم يزل مقيما بها إلى أن مات (١).

[[سنة ٤٠٢ هـ‍.]]

[[ابن لؤلؤ يدفع القاضي ابن حيدرة عن حلب]]

فأمّا عليّ بن عبد الواحد بن حيدرة فدفعه ابن لؤلؤ عن حلب، فعاد إلى طرابلس بمن ورد معه، والتمس أيضا بنو كلاب من (منصور بن) (٢) لؤلؤ ما


(١) قال ابن العديم في (زبدة الحلب ١/ ١٩٩،٢٠٠): «فلما كثر ظلم منصور وعسفه رغب الرعيّة وبنو كلاب المتدبّرون ببلد حلب في أبي الهيجاء بن سعد الدولة، وكاتبوا صهره ممهّد الدولة ابن مروان في مكاتبة باسيل ملك الروم في إنفاذه إليهم. فأنفذ إلى الملك يسأله تسيير أبي الهيجاء إليه ليتعاضدا على حلب، ويكون من قبله من حيث لا يكلّفه إنجاده برجال ولا مال. فأذن باسيل لأبي الهيجاء في ذلك، فوصل إلى صهره بميّافارقين، فسيّر معه مائتي فارس وخزانه، وكاتب بني كلاب بالانضمام إليه. وسار قاصدا حلب في سنة أربعمائة، فخافه منصور، ورأى أن يستصلح بني كلاب ويقطعهم عنه، لتضعف منّته، فراسلهم ووعدهم بإقطاعات سنيّة، وحلف لهم أن يساهمهم أعمال حلب البرّانيّة. واستنجد مرتضى الدولة بالحاكم، وشرط له أن يقيم بحلب واليا من قبله، فأنفذ إليه عسكر طرابلس مع القاضي علي بن عبد الواحد بن حيدرة قاضي طرابلس، وأبي سعادة القائد والي طرابلس، في عسكر كثيف فالتقوا بالنقرة. وتقاعد العرب عن أبي الهيجاء لما تقدّم من وعود مرتضى الدولة لهم، فانهزم أبو الهيجاء راجعا إلى بلد الروم ونهبت خيامه وجميع ما كان معه. ثم دخل إلى القسطنطينية فأقام بها إلى أن مات». وفي خروج «ابن حيدرة» إلى حلب يقول «التهامي» من قصيدة: شاء المهيمن أن تسير مشرّفا «حلبا» فقيّض ما جرى وأتاحا وأردت إصلاح الأمور فأفسدت فنهضت حتى استحكمت إصلاحا كانوا يرونك مفردا في جحفل ووراء سور إن نزلت براحا (ديوان أبي الحسن التهامي-ص ١٣).
(٢) وكان في قلعة عزاز (إعزاز) شماليّ حلب، غلام من غلمان مرتضى الدولة، متّهم بأنه كان يميل إلى أبي الهيجاء، فطلب منه مرتضى الدولة التنازل عن القلعة، فلم يجبه الغلام إلى ذلك، وتملّكه الخوف منه، ولمّا شدّد مرتضى الدولة طلبه، أجابه الغلام بأنه لا يسلّم القلعة إلاّ إلى قاضي طرابلس ابن حيدرة. ولما كان ابن حيدرة ما يزال عند حلب فقد ذهب إلى القلعة وتسلّمها من الغلام، ثم قام بتسليمها إلى مرتضى الدولة، وكتب إلى الحاكم يطلعه على ذلك. وعاد إلى مرتضى الدولة يطلب منه إنجاز وعده الذي قطعه للخليفة بإقامة وال فاطميّ على حلب، ولكنّ مرتضى الدولة دافعه ولم يبرّ بوعده، واضطر ابن حيدرة أن يعود إلى طرابلس دون أن يحقّق ما كان يرغب به الخليفة، فنقم عليه الحاكم لكونه سلّم قلعة عزاز لمرتضى الدولة، وبعث إلى طرابلس قائدا وخادمين له فقطعوا رأسه وحملوه إلى مصر في شهر ذي الحجة آخر سنة-

<<  <   >  >>