(٢) وكان في قلعة عزاز (إعزاز) شماليّ حلب، غلام من غلمان مرتضى الدولة، متّهم بأنه كان يميل إلى أبي الهيجاء، فطلب منه مرتضى الدولة التنازل عن القلعة، فلم يجبه الغلام إلى ذلك، وتملّكه الخوف منه، ولمّا شدّد مرتضى الدولة طلبه، أجابه الغلام بأنه لا يسلّم القلعة إلاّ إلى قاضي طرابلس ابن حيدرة. ولما كان ابن حيدرة ما يزال عند حلب فقد ذهب إلى القلعة وتسلّمها من الغلام، ثم قام بتسليمها إلى مرتضى الدولة، وكتب إلى الحاكم يطلعه على ذلك. وعاد إلى مرتضى الدولة يطلب منه إنجاز وعده الذي قطعه للخليفة بإقامة وال فاطميّ على حلب، ولكنّ مرتضى الدولة دافعه ولم يبرّ بوعده، واضطر ابن حيدرة أن يعود إلى طرابلس دون أن يحقّق ما كان يرغب به الخليفة، فنقم عليه الحاكم لكونه سلّم قلعة عزاز لمرتضى الدولة، وبعث إلى طرابلس قائدا وخادمين له فقطعوا رأسه وحملوه إلى مصر في شهر ذي الحجة آخر سنة-