للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[الحرب بين أحداث مصر وأحداث القاهرة]]

وكان الرعايا والرّعاع يجتمعون في الأسواق بين يديه، فيتصارعون ويتدافعون (١) ويتلاكمون، فاقتضى ذلك وقوع حرب شديد (٢) بين أحداث مصر (٣) وأحداث القاهرة [في يوم الخميس لستّ بقين من جمادى الأولى سنة ٣٩٢] (٤) لأنّ صار عصبة (٥) لرجلين كانا يتصارعان بين يديه وقعت الحرب بينهم في موضع البحر أي (٦) تعرف بقبر الحمّار، وافترقوا في ذلك اليوم (وبعد ثلاثة/١١٥ ب/أيام) (٧) اجتمعوا [يوم السبت ثالث ذلك اليوم] (٨) على وعد كان بينهم في اللقاء، وقد حملوا السّلاح وأعدّوا آلات الحرب، واقتتلوا قتالا شديدا. وقتل من الفريقين جماعة كثيرة، وانهزم أهل مصر، وتبعهم أهل القاهرة، وأخذوا ثياب النّظّارة (٩) ونهبوا القرافة والمعاقر (١٠)


= العشاء، فإن ظهرت نكّل بها. ومنع الناس من الجلوس في الحوانيت». «وكثر وقود المصابيح في الشوارع والطرقات، وأمر الناس بالاستكثار منها، وبكنس الطرقات وحفر الموارد وتنظيفها». (اتعاظ الحنفا ٢/ ٣٨ و ٣٩). وقال ابن كثير: «وألزم الناس بغلق الأسواق نهارا، وفتحها ليلا، فامتثلوا ذلك دهرا طويلا، حتى اجتاز مرة برجل يعمل النجارة في أثناء النهار. فوقف عليه فقال: ألم أنهكم؟ فقال: يا سيدي لما كان الناس يتعيّشون بالنهار كانوا يسهرون بالليل، ولما كانوا يتعيّشون بالليل سهروا بالنهار، فهذا من جملة السهر، فتبسّم وتركه». (البداية والنهاية ١٢/ ٩). وقال ابن أيبك: «وجلس الحاكم بنفسه للمظالم، وأمر أن لا تغلق الأسواق ليلا ولا نهارا. وحصل البيع والشراء في الليل والنهار. وأكل الناس في الأسواق، وسمعوا الغناء على الإجهار، وكثر ركوب الحاكم ليلا ونهارا، واستمرّ الحال على ذلك». (الدرّة المضيّة ٢٦٧).
(١) في (ب): «ويتدافقون». وفي بترو: «ويتتذا».
(٢) كذا.
(٣) يراد بمصر هنا، مصر القديمة أي الفسطاط والقطائع قبل بناء القاهرة الفاطمية.
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية وبترو.
(٥) في البريطانية «عصية».
(٦) كذا.
(٧) العبارة بين القوسين ليست في نسخة بترو ومكانها فقط «ثم».
(٨) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو.
(٩) في البريطانية «النصارى».
(١٠) في البريطانية «المعافر». وهذا الخبر مما انفرد به المؤلّف وهو يضيف معلومة هامّة إلى أخبار الحاكم بأمر الله لا توجد في المصادر الأخرى به.

<<  <   >  >>