للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشرعه، من تصيّرهم تحت كنفه بحيث تصفو لهم موارد الطمأنينة، وتضفو (١) عليهم ملابس السكون والدّعة، وإجابتهم إلى ما سألوا فيه من كتب أمان لهم يخلّد حكمه على الأحقاب، ويتوارثه الأخلاف منهم والأعقاب، فأنتم جميعا آمنون بأمان الله عزّ وجلّ، وأمان نبيّه محمّد خاتم النّبيّين وسيّد المرسلين صلعم وعلى آله الطّاهرين، وأمان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، سلام الله عليه، وأمان الأيمة من آباء أمير المؤمنين، سلام الله عليهم، هذا على نفوسكم ودمائكم وأولادكم وأموالكم وأحوالكم وأملاككهم، وما تحويه أيديكم، أمانا صريحا ثابتا، وعقدا صحيحا باقيا، فثقوا به، واسكنوا إليه، وتحققوا أنّ لكم جميل رأي أمير المؤمنين وعاطفته، وعصرته تحميكم، وعصمته تقيكم، لا يقدم عليكم بسوء أحد، ولا تتطاول إليكم بمضرّة يد إلاّ كانت زواجر أمير المؤمنين مقصّرة من باعه، وعظم إنكاره، مضيّقا فيه من ذراعه، والله عون أمير المؤمنين على ما تعتقدونه من صلاح وإصلاح لسكّان أقطار مملكته، ومن له وسيلة الثواء في كنف دولته، وإياه يستشهد على ما أمضاه من أمانه لكم، وعهده الذي يشرفه طرفكم، وكفى بالله شهيدا. وليقرّر في أيديهم حجّة بما أسبغ من النّعم عليهم، إن شاء الله تعالى».

وكتب في شعبان سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوقيعه أيضا بخطّه أعلاه. الحمد لله رب العالمين.

[[نهاية الحاكم]]

ومال الحاكم إلى أنبا صلمون منذ أوّل مشاهدته إيّاه، ولقياه له، وشفّعه بجميع ما كان يلتمسه منه، وتقدّم أن لا ينقبض عن مسألته في شيء مما يعود بصلاح أمور النصارى، وأن يلقاه في كلّ يوم في طريقه إلى الصحراء ليسأله عمّا يحتاج إليه، فامتثل أمره، وكثر أنسه به، حتى شنّع عليه كثير من عوامّ المسلمين، لما عرفوه من ميله إليه وتشفيعه إيّاه في ملتمساته، ومشاركته رهبان النصارى في لباس الصوف أنه قد تتلمذ لأنبا صلمون. وكان في كثير


(١) كذا.

<<  <   >  >>