للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغنمهم، وانصرف، ولم يؤدي أحد (١) إلى من كان في عمل ملهم (٢).

[هياج بربر الإسكندرية بمساعدة بني قرّة]

وفي هذا الشهر من هذه السنة (٣) هاج بربر الإسكندريّة فأعانهم بنو قرّة، وأخرج إليهم الأستاذ كافور الإخشيديّ يمن الطّويل المعروف بالمفلحي.

[[المغاربة يهزمون الإخشيديين]]

وجاء أبو منجل (٤) سلامة الكافوريّ في عسكر، فلما صاروا إلى محلّة حفص (٥) كبسوهم (٦) المغاربة في الليل، وقتلوا من الجند ومن غلمان القوّاد جماعة، وهزموا الجميع وأخذوا سبيلهم ولجوا (ونجوا) (٧).


(١) كذا.
(٢) كذا وردت هذه الفقرة مشوّشة ومحرّفة، وأغلب الظنّ أنها تتعلّق بأحداث جرت في سنة ٣٥٨ هـ‍ وليس ٣٥٣ هـ‍ كما في النص. قال ابن الأثير في حوادث ٣٥٨ هـ‍: «لما استقرّ جوهر بمصر وثبّت قدمه، سيّر جعفر بن فلاح الكتاميّ إلى الشام في جمع كبير، فبلغ الرملة، وبها أبو محمد الحسن بن عبد الله بن طغج، فقاتله في ذي الحجة من السنة، وجرت بينهما حروب كان الظفر فيها لجعفر بن فلاح، وأسر ابن طغج وغيره من القوّاد فسيّرهم إلى جوهر، وسيّرهم جوهر إلى المعزّ بإفريقية، ودخل ابن فلاح البلد عنوة، قتل كثيرا من أهله، ثم أمّن من بقي، وجبى الخراج، وسار إلى طبريّة، فرأى ابن ملهم قد أقام الدعوة للمعزّ لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلها، فظفر بهم وملك البلد، ونهب بعضه، وكفّ عن الباقي». (الكامل في التاريخ ٨/ ٥٩١).
(٣) أي سنة ٣٥٨ هـ‍ أيضا.
(٤) كذا، وفي (اتعاظ الحنفا ١/ ١٢١): «أبو منحل».
(٥) فيها قدّم جماعة الأشراف المصريين ووجوه البلد الولاء للمعزّ لدين الله حين دخل الإسكندرية في سنة ٣٦٢ هـ‍. (أنظر: إتعاظ الحنفا ١/ ١٣٣).
(٦) كذا، والصواب: «كبسهم».
(٧) قال المقريزي إنّ الإخشيدية بعد أن اتفقوا على الدخول في صلح مع جوهر القائد، عادوا ونقضوا الأمر، «واستعدّوا للحرب، وساروا لعشر خلون من شعبان، فنزلوا الجزيرة بالرجال والسلاح، ووافى جوهر الجزيرة، فلما شاهد ما فعلوه عاد إلى منية شلقان، وعبر إلى مصر من ذلك الموضع، وأرسل فاستقبل المراكب الواردة من تنّيس ودمياط وأسفل الأرض فأخذها، وتولّى العبور إليهم جعفر بن فلاح عريانا في سراويل مع جمع من المغاربة، وبلغ الإخشيدية، فأنفذوا نحرير الأرغلي، ويمن الطويل، ومبشّر الإخشيدي في خلق، فساروا إلى الموضع، وكانوا قد وكّلوا به مزاحم بن محمد بن رائق فلقوه راجعا، ووقع القتال فقتل خلق من المصريّين. وانصرف الناس عشيّة الأحد النصف من شعبان، فلما كان نصف الليل انصرف من كان بالجزيرة إلى دورهم، وأصبحوا غادين إلى الشام، وقد قتل جماعة، منهم: نحرير الأرغلى، -

<<  <   >  >>