للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستند إليهم،

[[الرادوفي يبني حصن المنيقة وحصن بنكسرائيل]]

وشرع في عمارة حصن آخر في جبل آخر بين هذا الحصن المعروف بالمنيقة (١) وبين حصن جبله يعرف بنكسرائيل (٢)، فدفعه الروم عنه وبنوا فيه حصنا منيعا جدّا، ورتّبوا فيه رجالا، وشحنوه بالغلاّت، وأصلحوا فيه صهاريج للماء، وأوقعوا بنصر بن مشرّف، وقتلوا جماعة كثيرة من أصحابه، وأتوا عليهم،

[[الروم يوقعون بالرادوفي ويستولون على بنكسرائيل]]

وأعدّوا في حصن بنكسرائيل خوابي كثيرة للماء إلى أن تمتليء الصهاريج التي فيه من ماء المطر في حينه، وعوّل في حفظه على إنسان متخلّف جدّا.

ولمّا عاد رومانوس الملك من الغزاة التي قصدها على تلك الصورة استحكم طمع ابن (٣) مشرّف، وواصل الغارات على ما يليه من أعمال الروم، وأهمل المقيم في حصن بنكسرائيل الاهتمام بالاحتكار من الماء، واقتصر هو والمقيمون فيه على الاستعمال من تلك الخوابي مع قرب الماء منهم، وضجّعوا (٤) في ملء ما يتفرّغ منها، وألمّ بالمقيم فيه أحد المسلمين الموافقين لنصر بن مشرّف وأظهر له من الخدمة والمناصحة والملاطفة ما يغرّه على الأمن به، والاستركان إليه، والثقة به في الدخول إلى الحصن والخروج منه، والوقوف على أموره، وفرغ جميع ما في الحصن من الماء، فتنصّح هذا الرجل إلى نصر بن مشرّف، وأخبره بذلك، فبادر برجاله ولفيفه وحاصره.

فدعت الضرورة للمقيمين فيه إلى تسليمه إليه لشدّة العطش، وملكه ولجميع من فيه.

[[بنو الأحمر يبنون حصن بلاطنس]]

وبنى قوم آخرون من أهل الجبل يعرفون ببني الأحمر، حصنا آخر بين اللاذقية وبلد برزويه يعرف بابلاطنس (٥)،

[بنو غنّاج وغيرهم يبنون الحصون في الجبال المحاذية للروم]

وبنى قوم من أهله يعرفون ببني


(١) المنيقة أو المينقة: قلعة بالقرب من الكهف على نحو ساعة على جبل مرتفع. (صبح الأعشى ٤/ ١٤٧).
(٢) بنكسرائيل: هو حصن الخوابي.
(٣) في الأصل وطبعة المشرق ٢٥٨ «بن».
(٤) كذا في الأصل وطبعة المشرق ٢٥٩.
(٥) كذا، وهو «بلاطنس»: حصن منيع جدّا له ١١ بابا، كل باب فوق باب، بالقرب من مصياف-

<<  <   >  >>