للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

راكبا فرس (١) بسرج ولجام حديديّ، ونزل بدار الإمارة بها، وأنشأ كتابا قريء على الناس بأن لا يقبّل (٢) له أحد جملة (٣) الأرض، وأنّ هذا شيء ينفرد به الله عزّ وجلّ. وجاب معه أموالا كثيرة من الحجاز، فأكلته العرب وحجزت عليه ولم يعطوه بحقّه الذي أهّلوه له، وأشرف على ضعف أمره.

[[أبو الفتوح يعود إلى مكة ويدعو للحاكم]]

وقد كان الحاكم بذل فيه أموالا جسيمة لحسّان بن المفرّج من أبيه أن يتمّ ذلك على أبي الفتوح، فأشار عليه [بالمسير] (٤) وأنفذ معه غلاما من خواصّ غلمانه يعرف بأبي الغول إلى أن أوصله إلى مأمنه، فلمّا عاد إلى مكّة أقام بها الدّعوة إلى الحاكم على الرسم السّالف، بعد أن كان قد أقامها لنفسه، وكتب إلى الحاكم يعتذر ويغتفر، فقبل عذره ووصله وأحسن إليه (٥).

[تغلّب بني الجرّاح على الشام ونزوح النصارى منه]

وحصل الشام في أيدي بني الجرّاح، وأقاموا متغلّبين عليه (٦) إلى المحرّم سنة (أربع و) (٧) أربعمائة، وعظمت مصادرتهم للناس مرّة بعد أخرى وتعسّفهم إيّاهم، فهرب من النّصارى المقيمين بالشام خلق كثير، وتوجّه جميعهم إلى بلاد الروم، وقصد أكثرهم اللاّذقية وأنطاكية وقطنوهما (٨).

...


(١) كذا، والصواب «فرسا».
(٢) في نسخة بترو «يقل».
(٣) في نسخة بترو «حمله».
(٤) زيادة من بترو والبريطانية.
(٥) راجع هذا الخبر في: المنتظم ٧/ ١٦٤، ووفيات الأعيان ٢/ ١٧٤، وأخبار الدول المنقطعة ٤٩، وخلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام لأحمد زيني دحلان-ص ١٧ - المطبعة الخيرية بمصر ١٣٠٥ هـ‍، ومكة وعلاقاتها الخارجية-لأحمد الزيلعي، ص ٥٤،٥٥ - نشرته عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود-مطابع جامعة الملك سعود-بالرياض ١٩٨١، وعيون الأخبار وفنون الآثار ٢٧٣ - ٢٧٥، واتعاظ الحنفا ٢/ ٩٥، ومآثر الإنافة ١/ ٣٢٦،٣٢٧، والبيان المغرب ١/ ٢٥٩،٢٦٠.
(٦) في (س): «على الشام».
(٧) ما بين القوسين ليس في (ب). وفي البريطانية «إحدى وأربعمائة».
(٨) في الأصل وطبعة المشرق ٢٠٢ «وقطنوها»، وما أثبتناه عن البريطانية. وانظر: مدينة الرملة ١٤٩.

<<  <   >  >>