للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهله خلق [كثير] (١)

...

[العرب والبربر يرحلون عن برقة لشدّة الغلاء وانعدام القوت]

وأمّا الوليد بن هاشم (٢)، فلما عظم الغلاء ببرقة وتزايد به وبمن معه، عدم القوت سار عنها في جماعة العرب الملمّين به والبربر المجتمعين إليه بنسائهم (٣) وأولادهم، وبدوابّها (٤) ومواشيهم كأنّهم منتقلين من (موضع إلى موضع) (٥) ولم يتخلّف منهم إلاّ اليسير، وساروا من برقة حتى انتهوا إلى أعمال الإسكندرية، وسيّر الحاكم للقائهم غلاما يعرف بقابل من الأرمنية (٦) في عسكر (معه) (٧)، فأوقعوا بذات الحمام من أعمال الإسكندرية، وقتل قابل وكثير من أصحابه (٨).

ونزل أبو ركوة على مدينة الإسكندرية، وقاتل عليها قتالا شديدا، فلم


= وخرج السالمون الى الصحراء فأقاموا في أكواخ عملوها، وذهب من الأثاث والمتاع فيما تهدم ما لا يحصى. وانظر: النجوم الزاهرة ٤/ ٢١٨، ومرآة الجنان ٢/ ٤٤٩، وتاريخ الأزمنة ٧٦، والعبر ٣/ ٦٦، وتاريخ الإسلام (حوادث ٣٩٨) بتحقيقنا.
(١) زيادة من البريطانية.
(٢) كذا، والصحيح «هشام».
(٣) في طبعة المشرق ١٩٠ «بنساءهم».
(٤) في نسخة بترو «ودوابهم».
(٥) في البريطانية «بلد إلى بلد».
(٦) هو «فاتك بن الأرب» كما في (عيون الأخبار ٢٦٥) وفي البريطانية «قابل ابن الأرمنية».
(٧) ليست في البريطانية.
(٨) قال صاحب (عيون الأخبار ٢٦٥،٢٦٦): «وجاءته عيونه فأخبرته أنّ جهة الحمام فيها فاتك بن الأرب القائد في قلّة من الرجال، وكان مقيما في الحمام من قبل الإمام الحاكم بأمر الله، فأنهض الأموي جيوشا كثيرة إلى الحمام مع رجل قدّمه عليهم يسمّى الجردب، فوافت فاتك القائد، وهو في غرّة من أمره، وافتراق من عسكره، فحين دنوا منه وعلم أمرهم، ثار فيمن معه إلى الركوب، ولاقوا جنود الأموي على كثرتهم، وكانت بينهم وقعة تصادم فيها الفرسان، وتلاقى فيها الأبطال للطعان، وصبر فاتك وأصحابه صبر الأحرار، وقاتلوا قتال من لا يركن إلى الفرار، فكثرهم جنود الأموي، وكبا بفاتك جواده، بعد أن أبلى وقتل كثيرا من الأعداء، وقدّر الله له الشهادة، فقتل، وجاء الأموي وكان قد سار خلف الجردب في جيوشه، فوافته الأخبار، وهو في الطريق بقتل فاتك، فوصل إلى الحمام، واستولى على جهاته، وكثرت معه العساكر، واجتمعت إليه القبائل والعشائر. .».

<<  <   >  >>