للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجازه عنها.

[[قطبان أنطاكية يفشل في استمالة العرب للطاعة]]

واجتهد نيقيطا الرقطر قطبان أنطاكية في إصلاح نصر بن مشرّف، وبني الأحمر، وبني أبي غنّاج، ورجوعهم إلى الطّاعة، وتسليمهم الحصون التي في أيديهم، ووعدهم بالإحسان إليهم والإنعام عليهم بما يصلح حالهم طول الدّهر. فلم يذعنوا إلى ذلك ولا رغبوا فيه،

[قطبان أنطاكية يتسلّم حصن بلاطنس وغيره من الحصون]

فلمّا قرّر الهدنة مع نصر بن صالح وسيّر إليه ابن عمّه مقلّدا، وعاد القاضي الرسول من حلب سار بعد يومين من وصوله لقتال حصونهم، فنزل على حصن ابلاطنس (١) الذي أنشأه ابن الأحمر، وشرع في مقاتلته، فسلّمه إليه بالأمان على أن ينصرف هو وجميع من في الحصن إلى بلد المسلمين، فأجابه إلى ذلك، وتسلّم الحصن، وسيّر معه قوما أوصلوه إلى المأمن. وشحن الحصن بالرجال والعدد، ورسم للمقيمين فيه الزيادة في تحصينه، وإتمام ما يحتاج إليه من عمارته، ورحل عنه إلى حصن بني أبي غنّاج، فسلّموه إليه أيضا على ذلك الشرط، فأخربه إلى الأرض إذ لا فائدة فيه. ثم ملك أيضا حصن ابن الكاشح وأخربه، وسار إلى حصن المنيقة ونازله وقاتله، فلم يتمّ له أخذه، ورأى معاودته بما يقتضيه قتاله من الآلات والعدد أولى، ورحل عنه إلى عرقا (٢)، وسبى فيها أيضا جماعة، واستاق مواشي كثيرة، وانكفأ إلى أنطاكية (٣).

وأمّا حسّان بن المفرّج بن الجرّاح فإنه لما عاد إليه وفوده من حضرة الملك وهو على أنطاكية، وأشهر المطرد الملكي الذي أنفذه إليه تسوّق على أضداده بخروج الملك إلى بلد الشام، ومسيره بين يدي جيوشه، وتواعدهم


(١) كذا، وهو: بلاطنس.
(٢) عرقا-عرقة.
(٣) قال ابن العديم: «وخرج. . . قطبان أنطاكية الخادم المعروف بنقيطا-وتفسيره بالعربية الدويك-في خلق عظيم، فعاث في البلد العربي، وأفسد، وفتح حصن المنيقة، وهجم رفنيّة، وسبى عشرة آلاف من أهلها، ونقّض أبرجة سورها في سنة إحدى وعشرين، وفتح في سنة اثنتين حصن بني الأحمر، وحصن بني غناج، وغير ذلك من الحصون وخرّبها» (زبدة الحلب ١/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>