للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[احتراق قلعة أفامية]]

وفي هذه السنة وقع في قلعة أفامية نار واحترقت (١) كلّ (٢) ما كان فيها من القوت وغيره، فسار أبو الفضائل بن سعد الدولة صاحب حلب ولؤلؤ في عسكر الحلبيّين

[الحلبيّون يقاتلون المغاربة بأفامية لتخليصها منهم]

ونزلوا على فامية (٣) وقاتلوها مدّة [ليخلّصوها من المغاربة] (٤)، فلما تحقّق داميانوس الدلاسنوس (٥) دوقس أنطاكية خلوّها من القوت والسّلاح سار (٦) إليها،

[الحلبيّون يقدّمون القوت والسلاح لأهل أفامية دفعا لدميانوس عنها]

فدفع الحلبيّون جميع ما معهم من الأقوات والسّلاح إلى أهل أفامية قوّة لهم وإشفاقا عليهم من ملك الروم، وعادوا إلى حلب،

[دميانوس يشدّد الحصار على أفامية]

ونزل عليها الدّوقس في جيش منيع وحاصرها أشدّ حصار وأشرف على


= قدمت من مصر يقودها «العكبري المنجّم» (المغرب في حلى المغرب ٦٩). وكتب إلى القاضي «علي بن حيدرة» يسير بأسطول طرابس لمحاصرة صور، كما كتب إلى «ابن شيخ» والي صيدا بمثل ذلك، وإلى جماعات أخرى من الجهات، بحيث اجتمع الخلق الكثير على باب صور (ذيل تاريخ دمشق ٥٠) مما اضطرّ العلاّقة أن يستجير بالإمبراطور البيزنطي، فكتب إليه يستنصره ويعاهده بأنّه سيسلّمه البلد، فأنفذ إليه عدّة مراكب مشحونة بالرجال المقاتلة، وعندما وصلت إلى ساحل صور تصدّت لها السفن الفاطمية ودارت معركة احتدم فيها القتال الشديد، وظفر المسلمون بالبيزنطيّين، واستولوا على مركب من مراكبهم، وقتلوا جميع رجاله، وعدّتهم مائة وخمسون رجلا (عند ابن القلانسي ٥٠) (ومائتان عند الأنطاكي). وانهزمت بقيّة المراكب البيزنطية. فلما عاين أهل صور ما حاق بالمراكب التي جاءت لنجدتهم ضعفت نفوسهم وعجزوا عن دفع الجموع المحاصرة لهم برّا وبحرا. وشعر الفاطميّون بانهيار معنويات أهل صور، فنادوهم: «من أراد الأمان من أهل الستر والسلامة فليلزم منزله». (ابن القلانسي ٥٠) فلزموا منازلهم، وتدفّق المهاجمون داخل المدينة وقبضوا على العلاّقة وجماعة من أصحابه بعد أن امتنعوا في بعض الأبرجة وانتهبت المدينة وأخذ منها ما لا يعرف قدره كثرة، في شهر جمادى الآخرة سنة ٣٨٨ هـ‍/٩٩٨ م. وحمل العلاّقة إلى مصر مقيّدا وسيق في جماعة معه، وقد ألبس طرطورا من رصاص له عظم وثقل على رأسه وكاد أن يغوص على رقبته (اتعاظ الحنفا ٢/ ١٨،١٩)، ثم أعدم هناك، مع جماعة من أحداث صور، وقيل: سلخ جلده وصلب، وقيل: حشي تبنا. (ذيل تجارب الأمم ٣/ ٢٢٦)، والأعلاق الخطيرة ١/ ١٦٥، واتعاظ الحنفا ٢/ ١٩، وتاريخ الزمان ٧٤).
(١) كذا، والصواب: «واحترق».
(٢) في البريطانية: «وكل».
(٣) كذا، وفي البريطانية «أفامية» والاثنان صحيح.
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من (س).
(٥) في البريطانية «الدلاسيوس».
(٦) في البريطانية «فسار».

<<  <   >  >>