للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميعها] (١)، وأخذ الأموال الجزيلة السنيّة إلى من في العراق من الولاة والخوارج ليجتذبهم إليه (٢).

ولقيه بعض التجار العراقيين مستعديا إليه يذكر أن كان له بضاعة، وحملها في المواضع المخوفة، وسلك بها بين البادية وقطّاع الطرقات وسلمت له، وأنه أصيب بها في بلده، وسأله أن يخلفها عليه عاجلا (٣) إن رأى، أو يكتب له تذكرة ليخلفها عند دخوله إلى بغداد وملكه لها. وكان متحقّقا أنه يملكها وغيرها من الممالك الخارجة الآن عن قبضته، فأعجب بقوله، وأطلق له ما ذكرناه وأخذ منه مالا عينا (٤) مبلغه آلاف دنانير] (٥).

(وأمر في شوّال من السنة بإزالة السبّ واللعن (٦) عن أبي بكر وعمر وسائر الصحابة والسلف، ورحم (٧) عليهم ووصف مناقبهم وما توجبه الشريعة من إجلالهم وتبجيلهم) (٨).


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وفي بترو «بغداد وبلاد الريّ».
(٢) أجمعت المصادر التي ترجمت للحاكم على كرمه وكثرة إنفاقه. كما ذكر الفارقي في تاريخه أنه خطب للحاكم في الموصل في شهر محرّم من سنة ٤٠١ هـ‍ وبقيت الخطبة أياما قلائل ثم بطلت وعادت إلى بني العباس. (تاريخ ميافارقين ١/ ٦٢، ٦٣) وانظر: الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية، للأستاذ محمد عبد الله عنان-طبعة ثانية-١٨٣ - القاهرة ١٩٥٩، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٢٤، والنفوذ الفاطمي في بلاد الشام والعراق في القرنين الرابع والخامس بعد الهجرة-للدكتور محمد جمال الدين سرور- الطبعة الثالثة-طبعة دار الفكر العربي بمصر ١٩٦٤ - ص ٨٤،٨٥، وتاريخ ابن خلدون ٢/ ٤٤٢، والكامل في التاريخ ٩/ ٧٦،٧٧، وتاريخ مختصر الدول ١٧٨.
(٣) في نسخة بترو «عادلا» وما أثبتناه من البريطانية.
(٤) في نسخة بترو: «لخدمته مالا غنيا» وما أثبتناه من البريطانية.
(٥) ما بين الحاصرتين من بترو والبريطانية.
(٦) في طبعة المشرق ٢٥٦ «السبب» وهو غلط. وفي البريطانية: «السبّ واللعنة».
(٧) كذا، والصواب «وترحّم».
(٨) ما بين القوسين من قوله «وأمره» حتى هنا ليس في (ب). وقال المقريزي: «ومنع الناس من سبّ السلف وضرب في ذلك رجل وشهّر، ونودي عليه: هذا جزاء من سبّ أبا بكر وعمر، وتبرّأ الناس. فشقّ هذا على كثير من الناس، وتجمّعوا يستغيثون بباب القصر: لا طاقة لنا بمخاصمة أحد أو الصبر لكل ما جرى، فصرفوا ونهوا، -

<<  <   >  >>