للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المصلّى ولا في الجامع ولا خطب خطيب، وساروا بوليّ العهد في اليوم المذكور إلى مصر، فزاد عجب الناس، وحاروا فيما هم فيه وتشاكوا ما ينزل بهم من الأحوال المضطربة والأعمال المختلفة». (ذيل تاريخ دمشق ٦٩،٧٠). وقد سبق أن نقلنا ما ذكره الحافظ الذهبي في ولاية وليّ العهد لدمشق والحرب فيها إلى أن طلب إلى مصر، «ثم رجع إليها بعد أربعة أشهر وقد غلب على دمشق محمد بن أبي طالب الجرّار والتفّ عليه الأحداث وحاربوا الجند فقهروهم فراسله وليّ العهد ولاطفه فلم يطعه فتوثّب الجند ليلة على محمد بن أبي طالب وقبضوا عليه وصلبوه ودخل وليّ العهد وتمكّن فأخذ في مصادرة الرعيّة وبالغ فأبغضوه. فجاءهم موت الحاكم فقام ابنه الظاهر، ثم جاء كتاب الظاهر إلى الأمراء بالقبض على وليّ العهد، فقيّدوه وسجن إلى أن مات فقيل إنه قتل نفسه بسكّين في الحبس. وقد جرت فتنة يوم القبض عليه، وكان يوم عيد النحر فلم يصلّ صلاة العيد ولا خطب لأحد البتّة. وقال أيضا: قد عمل شاعر في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة: تقضّى أوان الحرب والطعن والضرب وجاء أوان الوزن والصفع والضرب أضحت دمشق في مصاب وأهلها لهم جند قد سار في الشرق والغرب حريق وجوع دائم ومذلّة وخوف فقد حقّ البكاء مع الندب وأضحت تلالا قد تمحّت رسومها كعبض ديار الكفر بالخسف والقلب (حاشية ذيل تاريخ دمشق ٧٠). وقال المقريزي في حوادث سنة ٤٠٩ هـ‍: «وفيها عزل الحاكم سديد الدولة عن دمشق، ووليها عبد الرحيم بن الياس، وسار إليها لعشرين من جمادى الآخرة، فبينما هو في قصره إذ هجم عليه قوم ملثّمون فقتلوا جماعة من غلمانه، ثم أخذوه ووضعوه في صندوق وحملوه إلى مصر، فلم يكن بها أكثر من شهرين، ثم أعيد إلى دمشق فأقام بها ليلة العيد. وورد من مصر رجل يقال له أبو الداود المغربي ومعه جماعة، وأخرجوا عبد الرحيم وضربوا وجهه، وأصبح الناس يوم العيد، وليس لهم من يصلّي لهم. وعجب الناس من هذه الأمور» (اتعاظ الحنفا ٢/ ١١٤) وقال ابن تغري بردي: «وأحضرت خطير الملك الوزير وعرّفته الحال، واستكتمته واستحلفته على الطاعة والوفاء، ورسمت له بمكاتبة وليّ العهد، وكان مقيما بدمشق نيابة عن الحاكم، بأن يحضر إلى الباب، فكتب إليه بذلك. وأنفذت عليّ بن داود أحد القوّاد إلى الفرما، فقالت له: إذا دخل وليّ العهد فاقبض عليه واحمله إلى تنّيس، وقيل غير ذلك. . .». «. . . وأما وليّ العهد الذي كان بدمشق وكتبتت بحضوره فاسمه الياس، وقيل: عبد الرحيم، وقيل: عبد الرحمن بن أحمد، وكنيته أبو القاسم ويلقّب بالمهديّ، ولاّه الحاكم العهد سنة ٤٠٤. . وقبض عليه صاحب تنّيس، وبعث به إلى ستّ الملك، فحبسته في دار وأقامت له الإقامات، ووكّلت بخدمته خواصّ خدمها، وواصلته بالملطّفات والافتقادات، فلما عرضت ويئست =

<<  <   >  >>