وأما رواية مكحول عن الفضل بن العباس: فقال أبو حاتم: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي ﷺ؟ قال: ما صح عندي إلا أنس بن مالك. انظر: جامع التحصيل للعلائي (ص: ٢٨٥). وقد اختلف فيه على مكحول على أوجه: الوجه الأول: روي عنه كما سبق. الوجه الثاني: أخرجه أبو مسهر في "نسخته" (٤)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (١٥٩٥) -ومن طريقه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص: ٧٢ - ٧٣) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٤٧٧٧)، وفي "الشعب" (٧٤٨١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٥/ ٣٢٥ - ٣٢٦)، (٦٠/ ١٩٩) عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن، به مطولا. فجعل الحديث من مسند أم أيمن. وإسناده ضعيف؛ فهو - أعني مكحولاً- لم يدرك أمَّ أيمن: قال البيهقي: في هذا إرسال بين مكحول وأم أيمن. وقال ابن حجر: مكحولا لم يدرك أم أيمن وهي مولاة النبي ﷺ واسمها بركة فالإسناد لذلك منقطع. الأمالي المطلقة (ص: ٧٤) الوجه الثالث: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٤٥٦١) قال: حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن قيس، عن مكحول، قال: أوصى رسول الله ﷺ بعض أهلي، الحديث. وهذا مرسل ضعيف الإسناد، ليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف لسوء حفظه. الوجه الرابع: أخرجه حسين بن حرب في "البر والصلة" (١٠٥) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٠/ ١٩٩) - عن طريق ابن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، قال: سمعت مكحولا، يقول: أوصى رسول الله ﷺ بعض أهله، به مطولاً. وهذا مرسل صحيح الاسناد. وقد روي من حديث عبد الله بن عباس، وأبي الدرداء، ومعاذ، وإسماعيل بن أمية: