للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٥ - أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أخبرنا إبراهيم بن خرشيد قوله، حدثنا المحاملي، حدثنا أخو كرخويه، أخبرنا يزيد - يعني: ابن هارون -، أخبرنا البراء بن يزيد، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْلَمُونَ رُءُوسَهُمْ» (١).


= ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.، وأورد هذا الحديث في "المجروحين" (٢/ ٨٩).
هذا، وقد وهم جعفر بن سليمان في هذا الحديث فقد رواه على ألفاظ، إلا أن أبا داود أعله بالإرسال، فقال في «المراسيل» (٣٢): وَهَذَا الْحَدِيثُ، يَقُولُونَ هُوَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا الْوَهْمُ مِنْ جَعْفَرٍ.
هذا، وقد أعله الترمذي أيضًا فقال: «وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَشْهَرُ حَدِيثٍ فِي هَذَا البَابِ، وَقَدْ أَخَذَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ بِهَذَا الحَدِيثِ» وَأَمَّا أَكْثَرُ أَهْلِ العِلْمِ، فَقَالُوا: إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ، وَغَيْرِهِمْ» وَقَدْ تُكُلِّمَ فِي إِسْنَادِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، كَانَ يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ يَتَكَلَّمُ فِي عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ "، وقَالَ أَحْمَدُ: «لَا يَصِحُّ هَذَا الحَدِيثُ». وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٤١٧). وقال ابن خزيمة: وَهَذَا الْخَبَرُ لَمْ يُسْمَعْ فِي الدُّعَاءِ لَا فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ وَلَا فِي حَدِيثِهِ، اسْتُعْمِلَ هَذَا الْخَبَرُ عَلَى وَجْهِهِ، وَلَا حُكِيَ لَنَا عَنْ مَنْ لَمْ نُشَاهِدْهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ. وضعفه النووي في المجموع (٣/ ٣٢٣).
وما يدل على وهم جعفر بن سليمان في هذا الحديث ما أخرجه أحمد في «مسنده» (١١٦٥٧)، والنسائي في «سننه» (٨٩٩)، (٩٠٠)، وابن ماجه في «سننه» (٨٠٤)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٢٤٠١)، بدون ذكر الاستعاذة أصلًا. إلا أن الإمام البيهقي قال: وأصح ما روي فيه الأثر الموقوف على عمر بن الخطاب . «السنن الكبرى» (٢/ ٥٢).
(١) إسناده ضعيف، والمتن له شواهد: أخرجه أحمد في «مسنده» (١٠٥٩٨)، والطيالسي في «مسنده» (٢٦٧٤)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٤٤٢)، وغيرهم، وفيه: البراء بن عبد الله الغنوي، وهو ضعيف، وقد أورد العقيليُ الحديث في «الضعفاء» في ترجمته، وقال: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. ينظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٢/ ٤٠١)، و «الضعفاء» للعقيلي (١/ ١٦١)، و «الضعفاء والمتروكون» لابن الجوزي (١/ ١٣٧).
وفي الباب ما أخرجه البخاري في «صحيحه» (٤٩١٨)، ومسلم في «صحيحه» (٢٨٥٣)، وأحمد في «مسنده» (١٨٧٢٨)، والترمذي في «سننه» (٢٦٠٥)، والنسائي في «السنن الكبرى» (١١٥٥١)، وابن ماجه في «سننه» (٤١١٦)، وغيرهم، عن حارثة بن وهب الخزاعي، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>