للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠١٥ - قال: وحدثنا أبي - جعفرٌ -، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا الربيع بن نافع، حدثنا محمد بن مهاجر، عن عروة بن رُوَيْم اللخمي، عن رجاء بن حَيْوَة قال: كنت جالسًا عند عبد الملك بن مروان، فأتاه خالد بن يزيد، فجلس وقال: خَرَجْتُ في حاجة لي، [وأخذت] (١) على الجزيرة، وإذا في بعض نواحيها جماعات من قِسِّيسِينَ ورُهْبَان وشَمَامِسَة، فقلت: لو مِلْتُ إلى هؤلاء ونَظَرْتُ ما جماعتهم - وكان مَعْنِيًّا بالعلم -؛ قال: فأتيتهم فسألتهم، فأخبروني أن سائحا يأتيهم في كل سنة مرة واحدة في هذا اليوم، فنجتمع فيُعلِّمُنَا ويُذكِّرُنا. قلت: وأين هو؟ قال: في تلك الجماعة. فأتيتهم، فلما نظر إليَّ قال: أما إنك لستَ منهم، [من] (٢) أنت؟ قلت: من المسلمين قال: من أمة محمد؟ قلت: نعم. قال: فمن علمائهم أنت أو من جهالهم؟ قلت: ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم. قال: تقولون: إنكم في الجنة تأكلون وتشربون ولا تتغوطون ولا تبولون؟ قال: قلت: نعم، إنا نقول ذلك، وهو كذلك، قال: فإن لذلك مثلا في الدنيا؟! فما هو؟] (٣) قلت: الولد في الرحم يَسُوقُ الله تعالى إليه رِزقَه فيأكل ويشرب ولا يتغوط ولا يبول؛ فارْبَدَّ وجهه، وقال: ألَسْتَ زَعَمْتَ أنَّك لست من عُلمَائهم؟ قلت: نعم. قال: تزعمون أنكم [تأكلون في الجنة] (٤) وتشربون لا ينقُصُ ذلك من ثِمَارِها شيئا؟ قلت: نزعم ذلك وهو كذلك. قال: فإن لذلك مثلًا في الدنيا؟! فما هو؟ قلت: الرجل يُعلِّمُه الله القرآن فيُعَلِّمُه مَنْ أَتَاهُ من الناس؛ لا يُنْقِصُ ذلك من القرآن ولا مِنَ الرَّجُل شيئا.


(١) وفي (ح): فأخذت.
(٢) وفي (ح): فمن.
(٣) وفي (ق): فإن لذلك مثلا في الدنيا. قال: فما هو؟.
(٤) وفي (ق): في الجنة تأكلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>