للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعادة تشهد أن النظر في المصحف يخل بهذا المقصود، فكان مرجوحًا (١).

الدليل الثالث:

ترجم البخاري في صحيحه، فقال: باب القراءة عن ظهر قلب.

ثم ذكر حديث سهل بن سعد في قصة المرأة التي وهبت نفسها للنبي ... وفيه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا، وسورة كذا، وسورة كذا عَدَّها - قال: أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم، قال: اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن (٢).

قال ابن كثير في التفسير: هذه الترجمة من البخاري مشعرة بأن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل، والله أعلم (٣).

وقد يقال: إن الحديث دليل على فضل حفظ القرآن، وهذا ليس موضع خلاف، وأما المفاضلة بين الحفظ والقراءة من المصحف فلا دلالة في الحديث، لا نصًّا، ولا إشارة.

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: «إن كان البخاري أراد بهذا الحديث الدلالة على أن تلاوة القرآن عن ظهر قلب أفضل من تلاوته نظرًا من المصحف ففيه نظر؛ لأنها قضية عين، فيحتمل أن يكون الرجل كان لا يحسن القراءة، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فلا يدل ذلك على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل في حق من يحسن ومن لا يحسن» (٤) ..

الدليل الرابع:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر يوم أحد بدفن الرجلين والثلاثة في قبر واحد، ويقول: قدموا أكثرهم قرآنًا.

[أعله أبو حاتم الرازي بالانقطاع] (٥).


(١). البرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٤٦٣).
(٢). صحيح البخاري (٥٠٣٠)، وصحيح مسلم (٧٦ - ١٤٢٥).
(٣). تفسير ابن كثير ت سلامة (١/ ٦٨).
(٤). تفسير ابن كثير ت سلامة (١/ ٧٠).
(٥). اختلف فيه على حميد بن هلال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>