ولفظ محمد بن يحيى عند ابن حبان: ( ... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ... )، واختصره ابن خزيمة. ورواه الترمذي (٣٠٥) حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وغير واحد، عن أبي عاصم به، وذكره مختصرًا. فواضح أن أبا عاصم يروي التكبير بصيغة الفعل، لا يختلفون عليه في ذلك. الطريق الرابع: عبد الملك بن الصباح المسمعي. رواه ابن خزيمة (٦٧٧) حدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر المدني به، وفيه: ( .... إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، ثم كبر .... )، فذكر التكبير بصيغة الفعل كرواية أبي عاصم الضحاك بن مخلد. الطريق الخامس: هشيم بن بشير، عن عبد الحميد بن جعفر. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٤٣٨) حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الحميد به، وفيه: ( ... رأيته إذا كبر عند فاتحة الصلاة رفع يديه .... ). فذكر التكبير بصيغة الفعل. ورواه البزار في مسنده (٣٧١٠) حدثنا الحسن بن عرفة، ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢٢٨) من طريق يحيى بن يحيى، كلاهما عن هشيم بن بشير به. فصار الحديث يرويه الضحاك بن مخلد، وعبد الملك بن الصباح وهشيم بن بشير بذكر تكبيرة الافتتاح بصيغة الفعل (ثم يكبر)، لا يختلف عليهم في ذلك. ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة بذكر تكبيرة الإحرام بلفظ: (الله أكبر). ورواه يحيى بن سعيد القطان، واختلف عليه: فرواه أحمد ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار من رواية الترمذي عنه لم يذكر تكبيرة الإحرام. ورواه عمرو بن علي الفلاس ويحيى بن حكيم، ومحمد بن بشار من رواية ابن ماجه عنه، بذكر تكبيرة الإحرام بلفظ: (الله أكبر). والحديث رجاله ثقات إلا عبد الحميد بن جعفر، فإنه صدوق ربما وهم، وتكلم فيه الطحاوي بلا حجة، وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال في كتاب الضعفاء: ليس بقوي. واختلف النقل عن يحيى بن سعيد القطان، فمرة نقل أنه كان يوثقه، ونقل أنه كان يضعفه، ولم يتفرد به كما ذكرت سابقًا فقد توبع عند البخاري، انظر الطريق الأول، والله أعلم.