للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعض الشافعية: إلا أن يقصد لفظ الآية، فيجوز أن يقول المصلي: (وأنا أول المسلمين) (١).

وقال بعض الحنفية: لو قال: وأنا أول المسلمين فسدت صلاته؛ لأنه من الكذب في الصلاة، والأصح عندهم: أنها لا تفسد؛ لأنه تالٍ، لا مخبر (٢).

وحملوا رواية (وأنا أول المسلمين) أنه يجوز هذا من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أول هذه الأمة إسلامًا بخلاف آحاد المسلمين.

(ث-٣٠٠) وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} [الأنعام: ١٦٣]، قال: أول المسلمين من هذه الأمة (٣).

ورواية معمر عن قتادة فيها كلام.

(ح-١٢٩٨) واستدلوا بما رواه مسلم من طريق يوسف الماجشون، حدثني أبي، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع،

عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال: «وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين .... الحديث (٤).

وإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية: (وأنا من المسلمين)، فغيره من باب أولى، وأما تخريجها مع كون النبي أول المسلمين من هذه الأمة فقال السندي: «كأنه كان يقول أحيانًا كذلك؛ لإرشاد الأمة إلى ذلك، ولاقتدائهم به فيه، وإلا فاللائق به صلى الله عليه وسلم (وأنا أول المسلمين) كما جاء في كثير من الروايات، والله أعلم».

وقيل: يقول في افتتاحه: «(وأنا أول المسلمين)، نص عليه الشافعي.


(١). تحفة المحتاج (٢/ ٣١).
(٢). فتح القدير لابن الهمام (٢/ ٢٩٠)، البحر الرائق (١/ ٣٢٨).
(٣). المصنف (٨٨١).
(٤). صحيح مسلم (٢٠١ - ٧٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>