للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يبلغني فيه حديث مسند ثابت بالجمع بينهما، ولا يصح أن يجمع بين الروايتين؛ لأنه كان يقول هذا تارة وهذا تارة؛ فأحد اللفظين بدل عن الآخر، ولا يصح الجمع بين البدل والمبدل. كذا قال، وقد ثبت في "صحيح البخاري" الجمع بينهما من حديث كعب بن عجرة (١)، وأخرجه النسائي من حديث كعب أيضًا ومن حديث طلحة (٢).


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (كتاب الدعوات، باب الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، رقم ٦٣٥٧)، وخرَّجتهُ بإسهابٍ وتفصيلٍ في تحقيقي لـ"جلاء الأفهام" (ص ٧٢ - ٧٣) لابن القيم رحمه اللَّه تعالى.
(٢) حديث كعب بالجمع بين اللفظين عند النسائي في "المجتبى" (٣/ ٤٨)، وفي "عمل اليوم والليلة" (رقم ٥٤)؛ وفي "السنن الكبرى" (١/ رقم ١٢١٢)؛ وغيره؛ كما تراه في تعليقي على "جلاء الأفهام" (ص ٧٢، ٧٣).
وحديث طلحة عد النسائي في "المجتبى" (٣/ ٤٨)، و"السنن الكبرى" (رقم ١١٢٢)، و"عمل اليوم والليلة" (رقم ٥٢).
وورد الجمع من أحاديث غيرهما؛ كما بيّنتهُ في تعليقي على "جلاء الأفهام" (ص ٤١٩).
ووقع في مطبوع كتابنا "ومن حديث أبي طلحة"، وكذا في نسخة (ج) بزيادة (أبي) دون نسختي (أ) و (ب)، وكلمة (أبي) مثبتة فيهما في الهامش، والصواب حذفها.
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه اللَّه: "العلماء إذا نقلوا كلام شخص من أهل العلم ثم قالوا: "كذا قال" يسمون هذا تعقيبًا، يعني أن الناقل لم يرتضِ ما قاله المنقول عنه، وهو كذلك؛ فإن لحديث ثابت في "صحيح البخاري"، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه يقول: "كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد"، أو: "كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"، ولا يجمع بينهما بناءً على أنه لم يبلغه الحديث، ولكن ثبت في "صحيح البخاري" الجمع بينهما، يعني مع الإِفراد، لا يعني أنه ما ورد إلا مجموعًا، ورد منفردًا ومجموعًا، يعني ورد: "كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد"، وورد: =