للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهما؛ لكن عمر بن الخطاب خير صاحب الأرض بين أن يعطي الغارس قيمة غرسه وبين أن يدفع الغارس إليه قيمة أرضه، وكذلك قضى عمر بن عبد العزيز؛ لكنه إنما قضى بدفع قيمة الأرض إلى المالك عند عجزه عن دفع (١) قيمة الغراس.


= ثم قال لأهل الأصل: إن شئتم فردوا عليهم ما بين ذلك، وخذوا أرضكم، وإن شئتم ردوا عليكم ثمن أديم الأرض، ثم هي لهم. قال معمر: ولم أعلم أنهم علموا أنها لقوم حبن عمروها".
وإسناده ضعيف، وهو مرسل، وابن أبي نجيح مدلس، وقد عنعن.
وأخرج ابن زنجويه في "الأموال" (٢/ ٦٤٥/ رقم ١٠٦٣): ثنا محمد بن يوسف، أنا سفيان، عن رجل، عن مجاهد: "أنَّ قومًا انتزعوا على أرضٍ قوم، فغرسوها نخلًا، فاختصموا إلى عمر؛ فقال لأصحاب الأرض: ادفعوا إليهم قيمة نخلهم، فإن أبيتم؛ أخذوا الأرض بالقيمة".
وهذا إسناد ضعيف لرجلٍ مبهمٍ، وهو منقطع، مجاهد لم يسمع من عمر.
نعم، سمى يحيى بن آدم في "الخراج" (٩١) اسم المبهم، فقال: حدثنا أبو حماد، عن سفيان، عن حميد الأعرج، عن مجاهد نحوه.
ولكن شيخه أبو حماد هو المفضل بن صدقة الكوفي، ضعيف، وقال النسائى عنه: "متروك"؛ فالإسناد ضعيف مع انقطاعه.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (٣٦٦) -ومن طريقه ابن زنجويه في "الأموال" (٢/ ٦٤٥/ رقم ١٠٦٤): أنا ابن أبي مريم، عن مالك بن أنس، عن حميد الأعرج، وغير مالك يقول عن مجاهد: "أن رجلًا أحيا أرضًا مواتًا، فغرس فيها وعمّر، فأقام رجُلٌ البينة أنها له، فاختصما إلى عمر بن الخطاب؛ فقال لصاحب الأرض: إن شئت قوّمنا عليك ما أحدث هذا فأعطينه إياه، وإن شئت أن يعطيك قيمة أرضك أعطاك".
(١) في المطبوع: "رفع"، ولعل الصواب ما أثبتناه.