للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإيمان والإسلام]

الإيمان في اللغة: هو التصديق. قال تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} (١) أي وما أنت بمصدقٍ لنا.

والإسلام في اللغة معناه التسليم والاستسلام والإذعان. قال تعالى {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (٢) والمطلوب من المكلف أن يكون مؤمناً مسلماً في قلبه ابتداءً، أي مصدقاً بقلبه مذعناً بقلبه ليدخل في أصل الإيمان وأصل الإسلام، فلا إيمان بلا إذعان ولا إذعان بلا تصديق لصحة اسم الإيمان والإسلام، ثم الإيمان الكامل يقتضي تطابقاً بين تصديق الجنان وإقرار اللسان وعمل الجوارح بالأركان، والإسلام الكامل يقتضي إسلام القلب كله لله رب العالمين بالتصديق والتسليم، وإسلام اللسان بالإقرار وعمل الجوارح بالأحكام، ومن ههنا كان الإسلام والإيمان في حدهما الأدنى متطابقين وفي حدهما الأعلى متطابقين.

ولذلك نجد نصوصاً تذكر هذا التطابق من مثل قوله تعالى:

{فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٣).

{يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} (٤).

فالمؤمن الحق هو المسلم الحق وهو من آمن بالكتاب والسنة وآمن بالأحكام والأوامر والنواهي المنبثقة عن الكتاب والسنة وأذعن لذلك وصدقت أقواله وأفعاله تصديقه وإذعانه.

ولكن من الناحية العملية الناس يتفاوتون، ومن ها هنا تتوضع مباحث شتى حول تعريف الإيمان والإسلام وحقيقة الإيمان والإسلام، وما هو القدر المنجي عند الله من الإيمان والإسلام. ومتى يتطابق الإيمان والإسلام؟ ومتى يتداخلان؟ ومتى بتكاملان؟ وماذا.


(١) يوسف: ١٧.
(٢) الحجرات: ١٤.
(٣) الذاريات: ٣٥، ٣٦.
(٤) يونس: ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>