إن الإنسان في الدنيا عندما يجد نفسه في خطر فإنه يبذل غاية وسعه للخلاص من الخطر، وعندما يكون للإنسان حق يجادله فيه الآخرون، ثم يظهر حقه فإن له مقالًا، وعندما يقهر الظالمون يعتذرون، فالإنسان له طبيعته ومواقفه، واليوم الآخر هو يوم الفصل فيما كان الناس يختلفون فيه، وهو اليوم الذي تظهر فيه الأمور على حقائقها، وينكشف فيه صدق الرسل، ويرى الناس تحقق الوعد والوعيد. وفي هذا كله تجد الإنسان يجادل عن نفسه أقصى الجدال لعل ذلك ينفعه، وترى أهل الباطل يعتذرون أشد الاعتذار لعل ذلك ينفعهم، وترى الحوار بين أهل الباطل فيما بينهم، وترى الحوار بين أهل الحق فيما بينهم، وترى الحوار بين أهل الجنة وأهل النار، وترى مناشدة أهل النار للملائكة وأهل الجنة، وترى الكلمة الطيبة من الملائكة لأهل الجنة، وكل ذلك تجد تفصيلاته في القرآن. وفي هذه الفقرة سنعرض نماذج على ذلك للتذكير كي لا يخلو الكتاب من هذا الجانب المهم من مشاهد اليوم الآخر: