للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة".

أقول: الظاهر أن الاقتصاص للحيوانات من بعضها بعضا يتقدم على حساب المكلفين لأنه بعد أن يتقص منها يقال لها كوني ترابًا فتكون ترابًا فيتمنى الكافر لو أنه كان معها، قال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} (١)، غير أن هناك الحيوانات التي لم تؤد زكاتها، فهذه يعذب أهلها بها، فهذه قد تؤخر، على أن النصوص لم تحدد المقام الذي يقال فيه للحيوانات كوني ترابًا، فتكون ترابًا.

١٢١٤ - * روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، أن يقال له: ألم نصح لك جسمك؟ ونروك من الماء البارد؟

١٢١٥ - * روى الترمذي عن أبي سهيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقول له: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا ومالًا وولدًا؟ وسخرت لك الأنعام والحرث؟ وتركتك ترأس وتربع؟ فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني".

وقال: معنى قوله "اليوم أنساك كما نسيتني": اليوم أتركك في العذاب.


= مجمع الزوائد (١٠/ ٣٥٢) وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(١) النبأ: ٣٨ - ٤٠.
١٢١٤ - الترمذي (٥/ ٤٤٨) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٨٩ - باب ومن سورة التكاثر. وقال: حديث غريب. وإسناده قوي، وصححه ابن حيان.
١٢١٥ - الترمذي (٤/ ٦١٩) ٣٨ - كتاب صفة القيامة، ٦ - باب (منة) حدثنا عبد الله بن محمد ... إلخ.
وقال: حديث صحيح غريب. وإسناده حسن.
(ترأس): الترؤس: التقدم على القوم وأن يصير رئيسهم.
(وتربع): أي: تأخذ المرباع، وهو ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه من المغانم وهو ربعها، وقد روي "تربع" بتاءين من التنعم والرتع، يقال: رتعت الإبل، وأرتعها صاحبها: إذا كانت في موضع خصيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>