النصوص كثيرة في المنع عن مفارقة الجماعة وفي الحض على لزومها، وتأتي الجماعة في اصطلاح الشارع والمراد بها ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن ههنا وجد اصطلاح:(أهل السنة والجماعة). ولأهل السنة والجماعة عقائدهم ومذاهبهم الأصولية والفقهية ويجمعهم إيمان بالكتاب والسنة وما ينبثق عنهما، وضوابط في فهم الكتاب والسنة، وما لم يكن الإنسان هذا شأنه في الاعتقاد فليس من أهل السنة والجماعة، وإذا لم يوجد أمثال هؤلاء فلا جماعة على أي نوع من الاصطلاح.
وتأتي كلمة الجماعة، يراد بها أهل الحق والعدل الذين التقوا على إمام راشد قد نفذت أحكامه، فمن دخل في هؤلاء وكانت عقيدته سليمة فهو في جماعة، وتأتي كلمة الجماعة ويراد بها التجمع الإسلامي فهي تقابل الانفراد في البادية لأنه من خلال اللصوق بمراكز التجمع تقوم الجمعة والجماعة.
وتأتي الجماعة بمعنى التمسك بالحق ولو كان صاحب ذلك فرداً، قال تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}(١) وكما قال ابن مسعود في أثر صحيح عنه: (الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك) أخرجه ابن عساكر.
وقال الترمذي: وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهلُ الفقه والعلم والحديث، قال وسمعت الجارود بن معاذٍ يقولُ: سمعت عليَّ بن الحسن يقول: سألت عبد الله بن المبارك