(إن كلمتي " يأجوج" و"مأجوج" تبدوان كأنهما عبريتان، ولكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتان. إنهما كلمتان أجنبيتان اتخذتا الصورة العبرية، فهما تنطقان باليونانية "غاغ" (Gog) و"ماغاغ" (Magog) وقد ذكرتا بهذا الشكل في الترجمة السبعينية للتوراة، وراجتا بالشكل نفسه في سائر اللغات الأوروبية.
وقد ورد هذا الاسم لأول مرة في التوراة في كتاب الخلق عند ذكره خروج أمم العالم من ذرية نوح، فقال:"ولد ليافث بن نوح، جمر، ومأجوج، ومادي، ويونان، وتوبال، ومسك، وتيراس"(١٠: ٣) ثم تكرر ذكرهم في الصحف الأخرى، وقد ذكروا بصراحة وتعيين واضحين في صحيفة حزقيال كما ستراه. وكذلك جاءت نبوءة بظهورهم في مكاشفات يوحنا من العهد الجديد.
فمن كان هؤلاء القوم يا ترى؟ لقد تضافرت الشواهد التاريخية على أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلى القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية والجنوبية. وقد سميت هي بأسماء مختلفة في عصور مختلفة، وعرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" في أوروبا، وباسم التتار في آسيا. ولاشك أن فرعا لهؤلاء القوم، كان قد انتشر على سواحل البحر الأسود في سنة ٦٠٠ ق. م. وأغار على آسيا الغربية نازلًا من جبال القوقاز. وقد سماه اليونان باسم "سي تهين" (Sythians) وذكر بنفس هذا الاسم في كتابه دارايوش باستخر. ولنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت غاراتهم الشعوب الجبلية إلى غوروش، فبنى السد الحديدي لمنعها.
[القبائل المنغولية واليواشية]
تسمى هذه البقعة الشمالية الشرقية من الأرض "منغوليا" وقبائلها الرحالة "منغول" وتقول لنا المصادر الصينية إن أصل كلمة منغول، هو "منكوك (بالكاف الفارسية بعد النون) أو "منجوك (بالجيم الفارسية) وفي الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك"(بالكافين الفارسيتين) والنطق اليوناني "ميكاك"(بالكافين الفارسيتين).