للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقدمة

في:

أسباب انشقاق الفرق الضالة

(١)

مرت معنا بعض النصوص التي تتحدث عن افتراق اليهود والنصارى إلى فرق تزيد على السبعين، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، ولا يهمنا كثيراً أن نعرف فرق اليهود والنصارى فهذه تلزم المتتبعين، أما من ناحية الجانب العلمي في ذلك فقد ذكر القرآن الكريم ما فيه الكفاية عن ضلال من ضل من اليهود والنصارى ليجنب ما وقعوا فيه، وهذا هو الجانب العلمي والمهم في الموضوع، أن المسلم غير مكلف بأن يتتبع ماهية فرق النصارى وآراء كل فرقة منهم من مثل اليعاقبة والديصانية والأريوسية والكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية والإنكليكانية وغيرها، وما تشبعت عن كل واحدة منها، وكذلك بالنسبة لليهود، وإنما هو مكلف أن يتجنب ما وقع فيه هؤلاء من ضلال، وقد بين القرآن ذلك أوضح بيان.

ولكن المهم بالنسبة للمسلم أن يعرف فرق الضلالة من هذه الأمة كي لا يواطئ واحدة منها على ضلالة، وإن كان ذلك لا يلزم كفريضة عينية إلا بقدر، لكنه مكلف أن يعرف من عقائد أهل السنة والجماعة ومن الكتاب والسنة ما يحفظه بإذن الله عن أن يقع في أسر فرقة ضالة، وإنما تدخل المعرفة التفصيلية لهذه الفرق وأسباب ضلالها في باب فروض الكفايات، وعلى العالمين بمسارات الفرق الضالة أن يحصنوا المسلمين حيثما كانوا بكل ما يحفظهم من أن يقعوا في أسر دعوة ضالة يخالطون أهلها أو يسمعون من أهلها بشكل مباشر أو غير ماشر، ويدخل هذا في فروض العين ويختلف من بيئة لبيئة، ومن زمان لزمان، ولعل مهمة العلماء في عصرنا أكثر صعوبة من أي عصر سابق. والمسلمون يواجهون بقايا فرق ضالة أو يواجهون دعوات ضالة في عالم يموج بالمذاهب والفلسفات والأديان مع تقدم وسائل الإعلام والقدرة على الإيهام والتضليل، وعلى هذا فواجب علماء المسلمين أن يحصنوا المسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>