يدخل في الإيمان بالله الإيمان بوجوده وصفاته العليا وأسمائه الحسنى وأفعاله، وأنه لا فاعل إلا هو ولا خالق إلا هو، وأنه له المالكية والربوبية والألوهية والحاكمية، ولذلك فإن المكلفين من الإنس والجن مطالبون بالعبادة والعبودية على مقتضى الوحي الذي جاءنا به رسل الله عن الله، وكان خاتمة ذلك رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي نُسخت بها الشرائع السابقة إلا ما أقرته منها، وقد جاءتنا مبينة واضحة في الكتاب والسنة، فعرفتنا رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم على الله وصفاته وأسمائه وحقوقه، وعلى واجباتنا تجاهه ففصلت لنا العبادة والعبودية.
- هناك معارك كبرى بين أهل الإسلام وبين أهل الفلسفات والأديان المعاصرة حول لمعرفة الحق لله عز وجل، وبتأمل بسيط يدرك من عرف العقيدة الإسلامية في باب الألوهية أنها قدمت الحق مصفى وأن ما سواها مما خالفها لا يقوم عليه دليل من عقل أو نقل.
- هناك معارك كبرى بين أهل السنة والجاعة وبين الفرق المنشقة عن جسم الأمة الإسلامية حول الذات الإلهية وصفاتها وما ينسب إليها وحول حقوقها وما لا يصح إلا لها وما يليق وما لا يليق، وقد فَصَّل في ذلك كله المحكم من كتاب الله، وقامت الحجة على هذه الفرق بفهم الراسخين في العلم من جماهير من ينتسب إلى الإسلام، وكان من فضل الله على هذه الأمة أنه لم يزل أكثريتها وأكثرية علمائها على الفهم الحق، ولم تتشكل فرقة ضالة في يوم من الأيام إن في عامتها أو في علمائها كثرة كاثرة، وكانت أعظم معاركنا الفكرية مع المعتزلة.
- هناك اختلافات بين بعض أهل الرواية وبين أهل الدراية ممن ينتسبون إلى أهل السنة والجماعة، وتتلخص هذه الاختلافات في الموقف من الصفات السمعية مع اتفاق الجميع على نفي التشبيه، وفي بعض ما يخدش التوحيد، وفي الموقف من تقليد الأئمة في الفروع، وفي ما يدخل في دائرة البدعة المكفرة أو المضللة أو المحرمة. وفهوم الراسخين في العلم ممن تواطأت أكثرية علماء الأمة على التسليم لهم كالبيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني والعز