لقد بعث نوح عليه السلام في بلاد ما بين الرافدين، وبعث إبراهيم عليه السلام في مدينة أور من بلاد الرافدين ثم هاجر إلي بلاد الشام، وقد بعث يونس عليه السلام في الموصل من بلاد ما بين الرافدين، ولا زال في بلاد ما بين الرافدين أصحاب دين يسمون الصابئة، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إلى إدريس عليه السلام، وإدريس كان قبل نوح عليه السلام ولذالك فغن من المستبعد أن تسلم لهم هذه النسبة، على أن القرآن ذكر الصابئة القدماء في جملة أهل الأديان السماوية ابتداء، قال تعالى:
على أن العلماء التفسير مختلفون هل المراد بالصابئة هنا قدماء صابئة أهل العراق ممن كانوا على دين صحيح، أو المراد بهم كل من ترك الدين الباطل إلى الدين الحق، ولعله من المفيد استكمالاً لأخذ تصور عام أن نذكر شيئًا قدمته الحفريات الأثرية عن رسالة نوح علية السلام وعن بعض ما قيل في الصابئة كأهل دين:
[أ- بعض ما تذكره الحفريات عن نوح عليه السلام وقصة الطوفان]
إن كثيرًا من الكتب الدينية السابقة قد تحدثت عن قصة نوح عليه السلام وقصة الطوفان، كما أن قصة الطوفان ذكرت في الكثير من الألواح التي عثر عليها أثناء التنقيب عن الآثار ولا زالت المحاولات حتى يومنا هذا جادة في محاولة الثور على بقايا سفينة نوح على جبل أرارات.
ولكن الألواح التي تحدثت عن الطوفان كتبت بعد آلاف السنين من حادثة الطوفان. وقد رأينا أن الحفريات تثبت أن بين ساراجون الملك ونوح عليه السلام قد حكم بعض الأسر في بلاد الرافدين خمسة وعشرين ألفاً من السنين، ومع عدم الثقة فى دقة ما تقدمه لنا ألواح الحفريات، فإن هناك قاسماً مشتركاً بينهم وهو إثبات حادثة الطوفان، كنموذج على ذلك ننقل ما كتبه العقاد في كتابه إبراهيم عليه السلام قال: