للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خاتمة الباب الثاني]

ذكرنا في فصل اليوم الآخر بعض ما يكون بين يدي الساعة، كما ذكرنا عن الموت والحياة البرزخية.

وذكرنا بعض ما يكون يوم القيامة وما بعد ذلك، وما ذكرناه في هذا الفصل هو بعض ما ورد في اليوم الآخر، فالنصوص في شأن اليوم الآخر أوسع؛ لأن الكلام عن اليوم الآخر نجده من الكثرة في نصوص الكتاب والسنة بحيث يحتاج الإنسان لاستكمال المعرفة للمكنة إلى دراسة الكتاب والدراسة، ولكن الحاجة إلى التعليم تقتضي التبويب.

والمطلوب من المسلم أن يكون عنده تصور إجمالي عن اليوم الآخر، ويندب له أن يعرف التفصيلات ما استطاع إلى ذلك سبيلا، كما يطالب المسلم بالتصديق والتسليم، وألا يفر إلى التأويل في شأن اليوم الآخر، إلا إذا وجد الراسخين في العلم من أهل السنة والجماعة يؤولون، فله بهم أسوة، والتفويض أسلم وأحكم وأدل على الإيمان، كما أن مما يندب للمسلم أن يتأمل في ما هو كائن من أحداث اليوم الآخر فيتأمل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ووقع، ليزيد ذلك يقينًا فيما أخبر عنه ولم يقع، أنه واقع، فيتذكر قرب الساعة ويتذكر ما يكون بين يديها من أهوال وفتن، فينوي ويدعو أن يكون ظاهرًا وباطنًا على ما هو الأحب إلى الله تعالى.

ثم ليتذكر الموت وليتأمل ما ورد في الحياة البرزخية ويجدد مع الله نية، ثم يتذكر النفخة الأولى وما يكون فيها ما يحدث للأرض والسموات، وما يحدث للمخلوقات، ثم يتذكر النفخة الثانية وما يكون بعدها من نشر وحشر، وموقف وشفاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لفصل الخطاب، وما يكون بعد ذلك من جدال ومعاذير، وإقامة حجة وتميز لأهل التوحيد والإيمان عن أهل الشرك والكفر، وليتذكر بعث النار، وليتذكر قبل ذلك الجنة والنار وقد جيء بهما ثم ليتذكر حال العطش، وأن الري لا يكون إلا من الحوض، وليحذر أن يرد عن الحوض، ثم ليتذكر الحساب والميزان وليطلب من ربه أن يكون من الذين يدخلون الجنة بغير حساب. وليتذكر انحباس الناس دون الصراط فلا يعبرون إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>