للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقدمة]

قال تعالى: {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} (١).

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (٢).

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (٣).

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (٤).

{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (٥).

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (٦).

{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (٧).

إن كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام قد جمعا الخير كله وبينا لنا الشرّ كله، وكما طالبنا ربنا عز وجل في أتباع الخير وأهله فقد نهانا أن نتابع الشر وأهله، وكما أمرنا بالاقتداء بالرسل والأنبياء والصديقين والشهداء فقد نهانا عن متابعة أهل الأهواء، وقد بين لنا انحرافات أمم أنزل عليها وحي فانحرفت عنه، وبين لنا رفض بعض الأمم لما أنزل عليهم من وحي أصلاً، ولكن الطبيعة البشرية هي الطبيعة البشرية تتشابه على مدار الأزمنة والأمكنة والأجيال {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} (٨) ومن ثم فإن هذه الأمة على ما أكرمها الله عز وجل من كتاب معصوم معجز ومن سنة محفوظة باقية سيظهر فيها ما ظهر في الأمم من انحرافات، فلا عجب والأمر كذلك أن نرى أفراداً أو جماعات من هذه الأمة تواطئ


(١) النساء: ٢٦.
(٢) النساء: ٦٩.
(٣) الفاتحة: ٦، ٧.
(٤) المائدة: ٤٨.
(٥) الجاثية: ١٨.
(٦) النحل: ٨٩.
(٧) الأنعام: ٩٠.
(٨) البقرة: ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>