للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والآخر عن شماله. فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي. فقلت: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم (وذكر من شأنهم) وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف. قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني. والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.

[تعليق]

تطلق كلمة القدرية على نفاة القدر، والقدرية قدريتان:

فالأولى: هي ما ذكرته هذه الرواية، فهؤلاء ينفون القدر جملة وتفصيلاً، والظاهر أنهم اندثروا بعد ملاحقة حكام المسلمين لأئمتهم.

وأما القدرية الثانية: فيطلقها أهل السنة والجماعة على المعتزلة القائلين بإثبات القوة المودعة، والقائلين بأن الإنسان يخلق أفعال نفسه مما يلزم من قولهم أن ما يجرى في هذا العالم: أسبابًا ومسبباتٍ لا دخل مباشرة للإرادة الإلهية أو القدرة الإلهية فيها، وذلك نوع نفي للقدر.

فالقدر هو الإيمان بأن كل شيء بعلم الله وإرادته وقدرته، وأن ما حدث وما يحدث مسجل في اللوح المحفوظ.

وسنرى تفصيلات ذلك في الباب الثاني من هذا القسم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>