قال النووي: (أول من قال بالقدر): معناه أل من قال بنفي القدر فابتدع وخالف الصواب الذي عليه أهل الحق. ويقال القدر والقدر، لغتان مشهورتان. واعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر. ومعناه أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة. فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى. (فوفق لنا): معناه جعل وفقا لنا. وهو من الموافقة التي هي كالالتحام. يقال أتانا ليتفاق الهلال وميفاقه، أي حين أهل، لا قبله ولا بعده. وهي لفظة تدل على صدق الاجتماع والالتئام. (فاكتنفته أنا وصاحبي): يعني صرنا في ناحيتيه. وكنفا الطائر: جناحاه. (ويتقفزون العلم): ومعناه يطلبونه ويتتبعونه. وقيل معناه يجمعونه. (وذكر من شأنهم): هذا الكلام من كلام بعض الرواة الذين دون يحيى بن يعمر. يعني وذكر ابن يعمر من حال هؤلاء، ووصفهم بالفضيلة في العلم والاجتهاد في تحصيله والاعتناء به. (وإن الأمر آنف): أي مستأنف، لم يستبق به قدر ولا علم من الله تعالى. وإنما يعلمه بعد وقوعه. ا. هـ النووي.