للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقدمة]

ليس هناك شيء أعظم ولا أفضل من الإيمان، وليس هناك أحد من الناس يكرم عند الله إلا بالإيمان، وإنما يتفاوت الناس عند الله بمقدار إيمانهم: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (١) ولا يعرف عظمة الإيمان إلا من آمن باليوم الآخر وعرف ما أعده الله عز وجل للمؤمنين وللكافرين، إن من عرف أن هناك جنة وناراً عرف فضل الإيمان {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (٢). فإذا كان الإنسان يخرج من النار بسبب ذرة إيمان في قلبه عرف أهمية ذرة الإيمان هذه، وعرف فضل الإيمان بذلك، ومن عرف أن الحكمة في كل ما خلق الله أن يوجد المؤمن، عرف فضل المؤمن: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٣).

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (٤).

ومن عرف فضل الإيمان المؤمن عرف منة الله على عباده بإرساله محمداً صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٥) ومن ههنا كان أهم ما يحرص عليه المؤمن تحصيل أصل الإيمان، وتحصيل المزيد منه بالعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر بالمذاكرة مع أهل الإيمان وبالاجتماع مع أهل القرآن، وبتحمل ما ينتج عن حمل الحق:

وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ... (٦).


(١) الحجرات: ١٣.
(٢) الأنعام: ٩٣.
(٣) تبارك: ٢.
(٤) الأعراف: ٣٣.
(٥) الأنبياء: ١٠٧.
(٦) رواه مسلم (٤/ ٣٠٧٤) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء ١١ - باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن ... الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>