للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبره .... ، .... وأما الذي مات في فترة فيقول ما أتاني لك رسول" (١).

ومما يدل على أنهم ناجون قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (١).

وأما قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (٢):

لا يعني عدم وجود أناس لم يصلهم دين صحيح، فأمة العرب خلا فيهم إبراهيم، وإسماعيل، ولكن دينهم حرف وبدل فمن لم يصله منهم الدين الصحيح لا يؤاخذ ويعتبر من أهل الفترة إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم.

[المسألة الثانية]

الماتريدية يرون أن الإنسان مكلف بمعرفة الله عز وجل ولو لم يرسل إليه رسول، والمعتزلة يقولون بان الإنسان مكلف بفعل كل ما يصل إلى حسنه ويترك كل ما يصل العقل إلى حسنه وبترك كل ما يصل العقل إلى قبحه ولو لم يكن رسل، والأشاعرة يرون أنه لا تكليف بأصول أو فروع إلا إذا بعث رسول وتشهد لهم نصوص:

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (٣).

{لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (٤).

{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (٥).

{قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} (٦).

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ} (٧).


(١) الإسراء: ١٥.
(٢) فاطر: ٢٤.
(٣) الإسراء: ١٥.
(٤) الأنعام: ١٩.
(٥) النساء: ١٦٥.
(٦) غافر: ٥٠.
(٧) الأنعام: ١٥٤، ١٥٥، ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>