للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النصوص]

١٢٧٨ - * روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ -آدم فمن سواه- إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر" قال: "فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبونا آدم، فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني أذنبت ذنبا فأهبطت به إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحًا، فيأتون نوحًا، فيقول: إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم، فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله، ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى، فيقول: قد قتلت نفسا، ولكن ائتوا عيسى، فيأتون عيسى، فيقول: إني عبدت من دون الله، ولكن ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأنطلق معهم". قال ابن جدعان: قال أنس: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "فآخذ بحلقة باب الجنة، فأقعقعها، فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرحبون، فيقولون: مرحبا، فأخر ساجدًا، فيلهمني الله من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (١) " قال سفيان: ليس عن أنس إلا هذه الكلمة: "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها".

أقول: تحدث عليه الصلاة والسلام عن الفزعات الثلاث ثم اختصر، ففصل في الفزعة الأخيرة وهي الفزعة لدخول الجنة والفزعة الأولى لفصل القضاء والفزعة الثانية لعبور الصراط.


١٢٧٨ - الترمذي (٥/ ٣٠٨) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن ١٨ - باب ومن سورة بني إسرائيل (الإسراء).
وقال: هذا حديث حسن. قال محقق الجامع: وهو كما قال.
(فيفزع): فزعت إلى فلان: إذا لجأت إليه، واعتمدت عليه.
(ما حل): المماحلة: المخاصمة والمجادلة.
(١) الإسراء: ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>