للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نصوص]

١٠٤٤ - * روى مسلم، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداةٍ، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: "ما شأنكم؟ " قلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه، ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: "غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامروء حجيج لنفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط، عينه طافئة، كأني أشبهه بـ "عبد العزى بن قطن"، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح (سورة الكهف)، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينًا، وعاث شمالاً، يا عباد الله، فأثبتوا". قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعون يومًا: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله، فذاك اليوم الذي كسنةٍ: أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: "لا، اقدروا له قدره". قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: "كالغيث استديرته الريح، فيأتي على القوم، فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درًا، وأسبغه ضروعًا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف


١٠٤٤ - مسلم (٤/ ٢٢٥٠ - ٢٢٥٥) ٥٢ - كتاب الفتن، ٢٠ - باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
(طائفة النخل) ناحيته وجانبه، والطائفة: القطعة من الشيء.
(الحجيج): الحاجج، وهو المجادل والمخاصم الذي يطلب الحجة، وهي الدليل.
(القطط): الشعر الجعد.
(طافئة): الحبة الطافئة من العنب هي التي قد خرجت عن حد نبات أخواتها في العنقود ونتأت، قال الخطابي: مر علي زمان وأنا أعتقد أن معنى قوله: "كأنها عنبة طافئة" أنه الحبة من العنب التي تسقط في الماء فيدخلها الماء، فتنتفخ فتطفو على الماء، إلى أن وقفت عليه في موضع أنه الحبة التي تخرج عن حد أخواتها. قوله: "إنه خارج خلة" أي: أنه يخرج قصدًا وطريقًا بين الجهتين والتخلل: الدخول في الشيء.
(فعاث) العيث: أشد الفساد.
(سارحتهم) السارحة: الماشية، لأنها تسرح إلى المرعى.
(درًا) الدر: اللبن، وإنما يكثر بالخصب وكثرة المرعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>