للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقدمة]

قال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (١) ههنا صورة هي: أن الإيمان لم يدخل بعد إلى القلوب ولكنه على وشك الدخول. وهناك صورة ستتكرر معنا فيما يأتي: صورة الإيمان الذي لا يجاوز الحناجر وسنرى هذه الصورة تفصيلاً أثناء الكلام عن الخوارج.

وهناك صورة أخرى وردت في السنة هي صورة أخذ القرآن بلا إيمان.

ولكل من هذه الصور علامات يعرف بها أصحابها:

فالإيمان الذي لا يجاوز الحناجر علامته: سفاهة العقول، وعدم التمكن في أخلاق الإيمان.

أخذ القرآن بلا إيمان علامته: عدم تدبر القرآن والتأثر به وانسجام السلوك معه.

ومن ههنا كان التركيز على الإيمان الذي يباشر القلوب مهما، ومن كلام هرقل كما في الصحيح: (وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب) (٢).

أما علامات الإيمان القلبي فإنها:

الرضى بربوبية الله ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبالإسلام دينًا والتوحيد والعبادة ودفع الزكاة ومحبة الله ورسوله أكثر من أي شيء آخر والإخاء في الله وكراهية العودة إلى الكفر، وفي هذا كله وفيما سبق نقرأ النصوص التالية:


(١) الحجرات: ١٤.
(٢) البخاري (١/ ٣١) ١ - كتاب بدء الوحي- الحديث ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>