لقد رأينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن هناك ثنتين وسبعين فرقة من فرق الضلال ستظهر في أمته وهناك فرقة واحدة هي الفرقة الناجية وهي ما يطلق عليه اسم: أهل السنة والجماعة.
وقد ظهر في تاريخ المسلمين فرق كثيرة لم يحكم عليها أهل السنة والجماعة بالكفر، وهناك فرق أجمع على كفرها أهل السنة والجماعة، وهناك أناس أصولهم إسلامية تابعوا مدعي نبوة كذبة وقد أخبر عليه الصلاة والسلام عن ظهور من سيدعي النبوة في أمته، وهناك ناس تابعوا مدعي ألوهية فكل الفرق الكافرة هذه تدخل في الثنتين والسبعين فرقة، أو أن المراد بالاثنتين والسبعين فرقة فرق لا زال لها من الإسلام نصيب على ضلال بقرب أو ببعد عن الحق، وبعض الفرق الرئيسية التي أجمع أهل السنة والجماعة على ضلالها افترقت على فرق كثيرة كالخوارج والمعتزلة، فهل تعتبر كل شعبة من هذه الفرق فرقة برأسها، أو أن الجميع يعتبرون فرقة واحدة. لهذه النقاط تجد كتاب الفرق القدماء يوصلون الفرق التي ظهرت حتى عصرهم إلى حوالي السبعين، على أنه قد ظهرت فرق أخرى بعد ذلك، ولو أردنا تتبع من ادعى الألوهية أو ادعى النبوة وأسماء أئمة الضلالة وبماذا ضلوا لوجدنا الكثير، ولطال بنا المقام، ولخرج البحث عن الحدود التي يحتملها هذا الكتاب، ومن أراد التتبع فالكتب المؤلفة قديمًا وحديثًا في هذا الشأن كثيرة، وذكر بعض الأسماء من نافلة القول كمن ادعى النبوة في الصدر الأول كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي. وتعداد الفرق التي توالت عن أصل واحد محل الكتب المطولة، وبعض الفرق قد اندثرت وبعضها لازال موجودًا، ونحن ههنا ذاكرون ما يعتبر نموذجًا أو ما يمكن أن تتسلل أفكاره الضالة من جديد أو ما يقتضيه تحصين المسلم من ضلال قديم أو جديد يأخذ طابعًا دينيًا، أما ما يعطل الأديان أصلاً أو يلغيها كالشيوعية أو العلمانية فأمره معروف ولن نتعرض له.