ومن تتبع أصول الضلال أو الكفر وجدها إما في ادعاء ألوهية أو نبوة، أو في متابعة أهل الأديان الكافرة على تلق من نحلهم، أو في غلو آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تأويل غير عليم، أو في تشبيه الله عز وجل بخلقه، أو في غلو في اعتقاد أو عمل يبعد عن مذاهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد أو في الفقه أو في السلوك، والذي يعرض للفرق مضطر أحيانًا لأن يعرضها من خلال أفكارها أو من خلال أسماء بعض أئمة الضلال، وأحيانًا يتكرر العرض بمناسبة ذكر إمام ضلالة، ثم بمناسبة عرضٍ لأفكار فرقةٍ أخذت بعضًا أو كلا منه، نقول هذا اعتذارًا بين يدي ما سنعرضه عن أهم الفرق التي نشأت في بيئات إسلامية.
وهناك ملاحظة أننا قد نذكر بمناسبة تولد فرقة ضلالة عن فرقة هدى اسم الفرقتين، فليلاحظ ذلك، كحديثنا عن زيد بن علي وأتباعه مع أنه مع أئمة الهدى، فإنه قد تفرعت بعض الفرق الغالية عن شيعته.
والفرقة التي لا زال لها وجود واسع من فرق الخوارج هي الإباضية ومؤسس مذهبهم عبد الله ابن إباض التميمي المتوفى عام ٨٠ هـ.
"من آرائهم أنهم لا يرون مخالفيهم من المسلمين مشركين وإنما كفار نعمة، ويحرمون دماء مخالفيهم في السر [أي من خالفهم في السر يسكتون عنه] لا في العلانية، ودارهم [دار مخالفيهم] دار توحيد إلام معسكر السلطان ولا يحل من غنائم مخالفيهم إلا الخيل والسلاح وكل ما فيه قوة في الحروب، وتجوز شهادة المخالفين ومناكحتهم والتوارث معهم، وما تزال هذه الفرقة قائمة في بلاد طرابلس الغرب، وفي زنجيار وعمان. وعمدة كتبهم في الفقه: "شرح النيل وشفاء الغليل" للشيخ محمد بن يوسف بن أطفيش، في عشرة مجلدات، المطبعة السلفية بمصر ١٣٤٣ هـ. ومصادر فقههم: القرآن والسنة والإجماع والقياس، إلا أن المراد بالإجماع عندهم هو إجماع طائفتهم، ومن مخالفاتهم [لأهل السنة والجماعة]: إنكارهم حد الرجم للزاني المحصن وقولهم بجواز الوصية للوارث، وقولهم بجواز الجمع بين المرأة وعمتها لعدم ذكره في القرآن، وبأن المحرم من الرضاع هو الأم والأخت فقط. ويقولون بتخليد العصاة في النار: لأن الإيمان عندهم قول وعمل، وهم الآن يرفضون تسميتهم بالخوارج" من كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي.