للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسائل وفوائد]

(١)

قد مر معنا من قبل حديث النواس بن سمعان وفيه:

"فبينما هو كذلك (أي عيسى عليه السلام) إذ أوحى الله إلى عيسى عليه السلام إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور. ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة. ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ... " (١).


(لايدان): أي لا قدرة ولا طاقة لاحد بمقاتلتهم.
(فحرز عبادي إلى الطور): أي ضمهم إلى الطور واجعله لهم حرزا. والطور هو الجبل الذي ناجى عليه سيدنا موسى عليه السلام ربه، وهو بالقرب من مصر عند موضع يسمى مدين كما قاله ياقوت في معجم البلدان.
(الحدب): المرتفع من الأرض.
(ينسلون): يسرعون.
(يحصر نبي الله عيسى وأصحابه): أي يحاصرون ويحبسون في جبل الطور.
(فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله: أي يدعون الله ويرغبون إليه في إهلاكهم.
(النغف): دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
(فرسى): أي موتى.
(يهبط نبي الله عيسى وأصحابه): أي ينزلون من جبل الطور.
(نتنهم): رائحتهم الكريهة.
(البخت): الإبل ذات الاعناق الطويلة القوية.
(لا يكن): أي لا يحفظ منه بيت تراب أو حجر أو صوف أو شعر.
(كالزلفة): أي كالمرآة في صفاتها ونظافتها.
(١) مسلم (٤/ ٢٢٥٠) ٥٢ - كتاب الفتن وأشراط الساعة، ٢٠ - باب ذكر الدجال وصفته وما معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>