ليس هناك من نسب أعلى وأعظم وأرفع وأشرف من الانتساب للأمة الإسلامية، لأنه الانتساب إلى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم هو الانتساب لسيد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو انتماء للإسلام وأهله، وأي انتماء أعظم من الانتماء لدين الله عز وجل.
ولقد خالط الانتماء لأمة الإسلام في عصرنا أنواع من الانتماءات بعضها جائز مباح لولا ما رافقها من غلو، وبعضها فوق، وبعضها ضلال، وبعضها ردة فاقتضى ذلك أن ندخل بعض النصوص الحديثية في فضل الانتماء للأمة الإسلامية في قسم العقائد بعد أن أدخلناه في قسم السيرة النبوية. فقد حدث غلو في فكرة الانتماء للإنسانية أو للقومية أو للوطنية أو لحزب من الأحزاب مما أضعف انتماء المسلم للأمة الإسلامية أو عكر عليه أو أماته أحيانا بأن أوقع المسلم في الردة.
وكل ما ورد في شرف الأمة الإسلامية وكرامتها إنما يرد في حق من لا زال من أبناء هذه الأمة، أما المرتدون وذراريهم الذين هم على طريقتهم فليس لهم شيء من هذا الشرف أو الفضل. وليس لأحد لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه بعد بعثته وبلوغه دعوته فضل هذه النسبة ولو كان يدعي النسب لأحد من الرسل الذين بعثوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم.